استقبلت الاتحاديات والأندية الرياضية بمختلف فروعها واختصاصاتها بارتياح كبير، تعيين محمد تهمي وزيرا جديدا لقطاع الرياضة، الذي قضى فيه فترة زمنية طويلة سواء كرياضي أو كمسير، وقد بقي على اتصال مع أوساطه ومتابعا لمختلف النشاطات الرياضية. ولا شك ان معرفته الجيدة لمشاكل الرياضة و قناعته فيما يتعلق بالحلول التي يجب ان تطرح من أجل النهوض بالقطاع و السماح له بتحقيق انطلاقة جديدة، تجعلنا ندرك مدى التحدي الكبير الذي ينتظره، حيث يعد تهمي من بين الرجال الذين يحبذون العمل المنظم والهادف، وقد جسد أفكاره خلال فترة ترؤسه اتحادية كرة اليد من 1998 إلى 2001. حالة تأسفه في السابق على ما يحصل للرياضة الجزائرية من تراجع كحال الذين فرحوا بقدومه إلى وزارة الشباب والرياضة، و هم متأكدون بأنه بوسع تهمي تغيير الأمور إلى الأحسن من خلال القيام بمهمته على أحسن ما يرام مثلما كان يؤدي مهنته الشريفة في الطب بصفته بروفيسورا مختصا في أمراض القلب ورئيس مصلحة في ذات الاختصاص بمستشفى تيزي وزو، و لم يكف تهمي عن تخصيص جزء من وقته للطب الرياضي من خلال النشاط الذي يقوم به ضمن المجمع الجزائري الرياضي للطب والصدمات منذ نشأة هذه الهيئة في بداية التسعينيات، حيث نشط عدة ندوات في الجزائر وفي الخارج ونالت تدخلاته إعجاب الاختصاصيين في هذا المجال . ويتوقع المتتبعون للشأن الرياضي، أن يهتم الوزير الجديد للقطاع كخطوة أولى، بوضعية المنشآت الرياضية سواء الجاهزة أو تلك التي شهدت مرافقها عمليات تجديد وترميم في الفترة الأخيرة، الأمر سيتعلق بالدرجة الأولى بمركزي سطيف والسويدانية بالعاصمة المجهزين بأحدث الوسائل والمرافق، حيث يتسع كل منهما لأكثر من أربعمائة سرير واستغلالهما بالشكل اللائق سيساهم لا محالة في حل كثير من المشاكل التي تعاني منها الرياضة الجزائرية في مجال التكوين و التحضير. و لم يفوت محمد تهمي أثناء عملية تنصيبه على رأس وزارة الشباب والرياضة يوم الأربعاء الفارط، فرصة الإشادة بالمجهودات التي بذلها الهاشمي جيار في مجال تجهيز الرياضة الجزائرية بأحدث المنشآت الرياضية، قائلا أن هذه الأخيرة تشكل قاعدة حقيقية للرياضيين في مجال تحضير المواعيد الدولية الكبيرة. كما يعد الإحتراف ومشاكل أندية كرة القدم، من بين أكبر الملفات التي تنتظر الوزير الجديد من أجل إيجاد حل جذري لها، بالإضافة إلى إعادة النظر في المنظومة الرياضية من خلال بلورتها بقوانين جيدة تسمح لها بمواكبة التطور الرياضي الحاصل عبر العالم.