قامت السلطات السورية، أمس، بتسوية أوضاع 277 شخصا ممن تورطوا في الأحداث الأخيرة و«لم تتلطخ أيديهم بالدماء” وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، وأضافت الوكالة أن “الأشخاص الذين سويت أوضاعهم هم من مدينة حمص (160 كم) شمال دمشق”. وكانت حمص من أكثر المدن السورية التي شهدت احتجاجات مناوئة للنظام منذ بدء الأزمة السورية قبل أزيد من عام ونصف ثم شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر المعارض أسفرت عن قتلى بين صفوف المدنيين والعسكريين. وكانت السلطات السورية قد أقدمت خلال الأشهر الماضية على خطوات مماثلة إذ قامت بتسوية أوضاع بعض الأشخاص، كما أفرجت عن المئات من المعتقلين على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد. وتطالب المعارضة السورية السلطات بالكف عن الاعتقال والإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية الأحداث. من جهة أخرى، وصفت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق رباب الرفاعي اجتماع رئيس اللجنة تيير مورر مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأن تسريع ايصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق السورية المتأثرة بالقتال ب “الإيجابية”. كما أضافت الرفاعي في تصريح لراديو “سوا” الأمريكي الجمعة الماضية أن مورر سلط الضوء خلال مقابلته مع الرئيس الأسد على حماية المدنيين وضرورة تفادي وقوع الضحايا. وأشارت الرفاعي إلى أن رئيس اللجنة الدولية طالب الأسد بضرورة تمكن اللجنة الدولية من القيام بزيارة الأشخاص المحتجزين في جميع أنحاء سوريا والمراكز الخاضعة للسلطات الأمنية والمراكز المستخدمة للاستجواب. وأوضحت المتحدثة باسم الصليب الأحمر أن اللجنة الدولية منذ شهر جويلية الماضي قررت تركيز أنشطة فريقها على العاصمة دمشق والمناطق المجاورة لها، مشيرة إلى أنه منذ منتصف أوت الماضي قامت اللجنة الدولية بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري بايصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق السورية المتأثرة بالقتال. وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجديد تيير مورر قد أعرب عن صدمته لحجم الدمار الذي شاهده خلال تفقده عددا من المناطق السورية. على الصعيد الدولي، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن روسيا تعرب عن أملها في أن يوافق مجلس الأمن الدولي على بيان جنيف بشأن سوريا في وقت لاحق هذا الشهر. وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع حول التعاون الاقتصادي في منطقة آسيا-المحيط الهادئ (أبيك) 2012 “أكدنا في اجتماع مع وزيرة الخارجية الأمريكية أن روسيا ستدعو مجلس الأمن للموافقة على بيان جنيف”. وقال وزير الخارجية الروسي إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا بشأن الأزمة السورية خلال 20 يوما. ويضع بيان جنيف الذي وافقت عليه القوى العالمية تصورا لانتقال سياسي بقيادة سورية. من ناحية أخرى، أكد لافروف مجددا على معارضة روسيا لفرض عقوبات على الدولة التي مزقتها الأزمة ودعا كل الأطراف إلى استخدام تأثيرها على طرفي الصراع السوري من أجل الجلوس على مائدة التفاوض. واتهم أيضا بعض الدول الأوروبية بتشجيع المعارضة السورية على رفض الحوار ومواصلة القتال، داعيا كل الأطراف السورية إلى وقف سفك الدماء، كما وأضاف لافروف أن روسيا تدعم فكرة المعارضة السورية لإجراء مؤتمر لقوى المعارضة في العاصمة السورية دمشق. كما عينت الأممالمتحدة أول أمس الدبلوماسي الكندي مختار لاماني رئيسا لمكتب المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في دمشق. وحسب راديو الأممالمتحدة فإن لاماني ذو الأصول المغربية يتمتع بثروة كبيرة من الخبرة التي اكتسبها من خلال توليه مناصب دبلوماسية متنوعة. وعمل لاماني كمندوب لمنظمة التعاون الإسلامي لدى الأممالمتحدة في نيويورك ومندوب ومبعوث لجامعة الدول العربية إلى العراق في الفترة ما بين 2006 و2007.