تسلم الممثل الخاص للأمين العام الأممي في العراق السويدي ستيفان دي ميستورا أمس مهامه رسميا على رأس البعثة الأممية في هذا البلد·وكان الأمين العام الأممي بان كي مون عين شهر سبتمبر الماضي دي ميستورا ممثلا خاصا له في العراق خلفا للباكستاني أشرف جهنجير قاضي· وقال دي ميستورا الذي حل أول أمس بالعاصمة بغداد بأنه سيعمل على الاضطلاع بمسؤولياته المنوطة إليه طبقا لنص اللائحة الأممية 1770 التي تم بموجبها تمديد مهلة البعثة الأممية في العراق خدمة للشعب العراقي· وكان مجلس الأمن الدولي صادق قبل أشهر على اللائحة 1770 التي تحث الهيئة الأممية على لعب دور أكبر في العراق ولا سيما ما يتعلق بجانب الوساطة بين الأطياف العراقية· غير أن عدة تساؤلات تطرح حول الدور الذي يمكن لهذه الهيئة أن تلعبه في بلد يعيش على وقع الاحتلال منذ أكثر من أربع سنوات· وأكثر من ذلك فإن الولاياتالمتحدة عندما قررت غزو العراق والإطاحة بنظام رئيسه الراحل صدام حسين لم تأخذ رأي الأممالمتحدة في مغامرتها تلك وعملت على تحييد الدور الأممي فيه· وكان لحادثة مقتل رئيس البعثة الأممية في العراق سرجيو فييرا ميلو شهر أوت 2003 إثر عملية انتحارية استهدفت مقر البعثة في بغداد وخلفت مقتل 22 شخصا أثرها السلبي في تقليص الدور الأممي في العراق ولا سيما في جانبه الإنساني· لكن وبعد مرور أربع سنوات من غزو العراق وتورط القوات الأمريكية في المستنقع العراقي وجدت واشنطن نفسها مضطرة الى الإستعانة بالهيئة الأممية وجاء تسلم دي ميستورا لمهامه كممثل خاص في العراق ليؤكد متاعب الولاياتالمتحدة في هذا البلد بعدما عجزت قواتها على تحقيق أي نصر فيه· وأكثر من ذلك فقد تكبدت خسائر فادحة في صفوف المارينز بعدما قارب سقف قتلاها عتبة 4 آلاف قتيل منذ بداية الاحتلال في مارس 2003· وهو ما يؤكد أن الولاياتالمتحدة فشلت في حربها على العراق واستمرارها في هذه المغامرة لن يزيدها إلا خسائر اضافية والاستنجاد بالأممالمتحدة في هذا الوقت بالتحديد يهدف الى اعطاء تغطية سياسية لاحتلالها ولتقاسم العبء في العراق· وربما يشكل تمهيدا لانسحاب أمريكي كلي من هذا البلد وإرسال قوات أممية هناك· غير أن السؤال المطروح هل تستطيع الأممالمتحدة أن تقوم بأي دور لإنهاء الأزمة العراقية وأكبر قوة في العالم عجزت حتى في إنقاذ جنودها من هجمات المقاومة العراقية· يأتي هذا في الوقت الذي أعربت فيه الحكومة العراقية عن أملها في إنهاء خطة بغداد الأمنية قريبا بعد انخفاض مستوى العنف في العاصمة· وقال العميد قاسم موسوي المتحدث باسم الجيش العراقي أمس أن المناطق التي كانت تشهد أعنف الهجمات في العاصمة بغداد سجلت في الفترة الأخيرة انخفاضا محسوسا، وهو ما يؤشر الى أن الوضع الأمني يتجه نحو التحسن· وكانت الحكومة العراقية بالتنسيق مع الجيش الأمريكي باشرت منذ تسعة أشهر في تنفيذ خطة أمنية اصطلح على تسميتها بعملية فرض القانون وجند لها أكثر من 90 ألف جندي من بينهم 40 ألف جندي أمريكي·