جميل جداً أن يعود الحديث إلى إمكانية عودة الدولة إلى مرافقة الأندية الكروية، في مواجهة الصعوبات التي تعترضها في ثالث موسم احترافي يهدده الغموض وتحوم الشكوك حول نجاحه إذا لم تتم مراجعته وتكيفه مع واقع اللعبة في بلادنا. لكن يبدو أن المرافقة التي تتحدث عنها الوصاية، تبدو هي الأخرى غامضة غموض احتراف هيئة روراوة الذي يحمل بين طياته ممارسة الهواة ويتغنى في ظاهره بالاستقلالية. و أمام هذا الغموض الذي يكتنف واقع اللعبة في الجزائر، تتعالى الأصوات منادية بمراجعة المنظومة الاحترافية وتقييم مدى تقدمها أو تعثرها وبالتالي معرفة الأسباب التي أدت برؤساء الأندية إلى دق ناقوس الخطر والتهديد بمقاطعة البطولة، إذا لم تتدخل السلطات العمومية لمساعدتها في التغلب على متاعبها المالية. وإذا كان مصطلح المرافقة الذي أطلقته الوصاية قبل مجيء الوزير الحالي وكرره الوزير الحالي، قد طمأن بعض الخواطر وهدأ بعض النفوس، فإن هناك من يشكك في قيام السلطات العمومية ممثلة في الوصاية بلعب دور الرفيق، طالما أن منظومة الاحتراف يكتنفها الغموض ويهددها سوء التسيير، وطالما أن الجماعات التي تهيمن على الأندية لا تريد أن يجادلها أحد فيما تفعل أو ينتقد انحرافها عن الأهداف التي نص عليها دفتر الشروط . و هي بذلك بصراحة، لا تريد من يرافقها ولكنها تريد من ينفخ حسابها في البنوك ويغدق عليها الأموال الطائلة التي تمنح في شكل حوافز ومكافآت للاعبين لا يستحقونها قياساً بما يقدمونه أسبوعياً في ملاعبنا، وعليه فإن السلطات العمومية يجب أن تأخذ ما يطالب به رؤساء الأندية بمحمل الجد، فإذا كانت فعلًا لا تريد توزيع الأموال، فعليها أن تصارح كل الأندية بأن تعتمد على جهدها ومواردها ومؤسساتها، وعليها أيضاً أن تسعى إلى مراجعة المنظومة الاحترافية بما يمكن هذه الأندية من التغلب على مشاكلها، على أن يكون التعامل مع كل الأندية على قدم المساواة، لا فرق بين العميد والنصرية، ولا بين مولودية وهران ومولودية العلمة، ولا بين شباب الساورة ووفاق سطيف ... و بصراحة أيضاً نقول أن عودة سوناطراك للإستثمار من جديد في كرة القدم سيحدث شرخاً كبيراً في المنظومة الكروية وسيرجح كفة أربعة فرق معنية بالاستثمار،على حساب أندية أخرى لا تجد من يرافقها أو يمولها أو يستثمر فيها، ومن هنا لا بد من توضيح مصطلح المرافقة يا وزارة الشباب والرياضة، وهل أن ذلك يعني توسيع دائرة الاستثمار لتشمل كل الأندية المحترفة ؟....