اختفت حالة الثقة المؤقتة بين الهيئات الكروية الوطنية وبين الأندية، ليحل محلها النفور والتشكيك والتآمر، بدليل أن كل طرف بات يدور في فلكه ولا يكترث لما يقوله الطرف الآخر، إلى درجة أن الاندية اضطرت لتأطير هيكل جديد تدافع من خلاله عن مصالحها وتوصل بواسطته انشغالاتها إلى السلطات العليا، بحثا عن الحلول التي تمكنها من تجسيد المنظومة الاحترافية، وإزالة كل المعوقات التي قد تعيد عجلة الاحتراف في بلادنا إلى النظام الكروي الهاوي. ومما لا شك فيه، أنه عندما تصل بعض الاندية الكبيرة إلى الدخول في إضراب ولو محدود، فمعنى ذلك أن هناك أشياء خاطئة تحدث في المنظومة الاحترافية الارتجالية، حتى ولو سلّمنا بأن رؤساء بعض هذه الاندية، قد عودونا على مثل هذه الخرجات التي كثيرا ما وصفت بالابتزازية... ومع ذلك تبقى الثقة المفقودة بين الاندية والرابطة الوطنية الاحترافية والفاف التي باتت تختبئ وراء هذه الرابطة التي تحولت إلى ''بارشوك''، تثير الجدل في اوساط المهتمين بالوسط الكروي، لأن هاتين الهيئتين صراحة، لم تقدما شيئا للاحتراف ولم تلعبا دورهما كشريك أو وسيط بين الاندية والسلطات العمومية، من أجل توفير المناخ الملائم لتطبيق الاحتراف، حيث اقتصر دورهما على البرمجة وإصدار العقوبات وبيانات التنديد وإطلاق التصريحات اليومية في وسائل الاعلام. والمؤكد الآن أن المشهد الكروي يدعو إلى الأسف الشديد، لتدهور العلاقة بين بعض الأندية والهيئات الكروية، وأن ذلك قد انعكس على الشارع الكروي الذي بات يتحدث عن الحقرة ويميل إلى التطرف في تصرفاته، بدليل ما حدث في كل الملاعب التي شهدت أعمال عنف طوال هذا الموسم، وآخرها ما حدث في لقاء شباب قسنطينة وجمعية الخروب وأخيرا في لقاء اتحاد الحراش واتحاد العاصمة، إضافة إلى الحرب الباردة التي تغذيها التصريحات الملتهبة لبعض رؤساء الأندية الذين لسبب أو لآخر دخلوا حلقة ''التخلاط'' للحفاظ على مصالحهم الشخصية على غرار أولئك الذين ترشحو ا للانتخابات التشريعية المقبلة، لتدفع بذلك كرة القدم الجزائرية فاتورة كل هذه التناقضات وتدخل في مخاض من الصعب معالجته.