غنمت تشكيلة مولودية وهران نقطة ثمينة من تنقلها الصعب إلى ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، حيث فرضت تعادلا سلبيا على مضيفتها شبيبة القبائل، في مباراة لم ترق إلى مستوى سمعة الفريقين العريقين، اللذين أكدا بهذه النتيجة أنهما فعلا في وضع جد حرج، وبعيدين كل البعد عن طموحات أنصارهما، لكن لم يكن ذلك مهما بالنسبة للمولودية الوهرانية التي غلب على تفكير مدربها راؤول صافوا كيفية تشكيل مجموعة قادرة على الوقوف بقوة في وجه أشبال فابرو. خاصة بعد الغيابات العديدة والهامة التي أحصاها في تعداده كالحارس مزاير والإفريقيين ساوندانغو وداغولو، هذا الأخير الذي أضحى قطعة أساسية لدى المدرب السويسري، لكنه وفق في سد هذه الثغرة رغم بعض المصاعب التي واجهها في اللقاء، ومنها تعرضه للطرد في الدقيقة ال37 من قبل الحكم الرئيسي عوينة لكثرة احتجاجاته، ما اضطره إلى توجيه لاعبيه من فوق المدرجات طيلة باقي الوقت، الذي كان شحيحا من الفرص، اللهم إلا من ثلاث في الشوط الأول ضيعها رماش من جانب الشبيبة في الدقيقة ال7 وعواد في الدقيقتين ال29 وال43 من جانب المولودية. الشوط الثاني كان صعبا كذلك على «الحمراوة» بعد تفطن لاعبي الشبيبة الذين ضغطوا بقوة على مرمى الحارس الشاب دحمان، الذي يشكر دفاعه الحصين الذي صد نيابة عنه عديد الكرات الخطيرة من حديوش وحنيفي ورفاقهما الاخرين، وكذلك لتعجيل المدرب صافوا في تعزيزه ( أي الدفاع) بإدخاله البديلين بن طالب وبن تيبة، لتصبح المولودية تلعب بمسترجعين ( بن طالب ومازاري الذي يعد منصبا جديدا عليه)، وهو ما سمح للوهرانيين بالحفاظ على عذرية شباكهم، وبالتالي العودة إلى قواعدهم بنقطة ثمينة. من جهة أخرى، لا يزال الاتفاق الذي أبرمه عضوا مجلس الإدراة المدير العام حسان كلايجي ونائب الرئيس العربي عبد الإله، طبقا دسما ومفضلا في جلسات وأحاديث بعض الأنصار والمسيرين الآخرين، فالبنسبة للمحبين، بقدر فرحتهم الكبيرة التي عبروا عنها بعد هذه الخطوة التي قالوا عنها، أنها هي خلاص الفريق من مشاكله، إلا أن البعض منهم - والأرجح أنهم المحسبون على الرئيس المقال من رئاسة مجلس الإدارة يوسف جباري - يكثرون اللغط بحجة الاستفسار عن الكيفية التي تم بها إبرام هذا الاتفاق مع نفطال، والقيمة المالية التي قررت المؤسسة البترولية الاستثمار بها في الشركة الرياضية، والمقدرة بسبعة ملايير ونصف والتي قالوا عنها أنها قليلة ولا تليق بسمعة وتاريخ المولودية وقاعدتها الجماهيرية الكبيرة، خصوصا إبرام الاتفاق دون استشارة أعضاء مجلس الإدارة، وعدم إخطار وإشهارهذه الخطوة لدى وسائل الإعلام من قبل، يدل على شيئ ما، وعلى نية مبيتة بحسبهم، ويضرب هؤلاء الأنصار المثل بإدارة فريق شباب قسنطينة والشفافية التي اتبعتها - من وجهة نظرهم - في إبرام اتفاق مشابه مع مجمع طاسيلي للطيران... ويسير رئيس النادي الهاوي يوسف جباري في هذا الاتجاه، ويبدي إصرارا على الالتقاء بمسيري مؤسسة نفطال للاستفسار لديهم حول قبولهم توقيع هذا الاتفاق مع مناوئيه كلايجي وعبد الإله، وهو ولا يزال يصرخ بأعلى صوته، بأنه لا يزال الرئيس الشرعي لمجلس الإدارة. وليس جباري وحده الذي يتحرك عكس التيار، بل هناك من يسمون بالعقلاء، الذين كشفوا بأنهم سيكثفون من لقاءاتهم الإعلامية في الأيام القادمة للتنديد بما أسموه بيع المولودية الوهرانية بأبخس الأثمان من قبل مجلس الإدارة الحالي، الذي يصفونه بالفاشل، وليس مؤسسة نفطال التي قالوا بأنهم يرحبون بها. عبد الإله يريد بلعطوي وسباح.. وحدو يريد الاستقالة وتبعا لما قال أنه مواصلة التحرك الضروري لتصحيح الأوضاع والأمور في الفريق، كشف نائب رئيس مجلس الإدارة العربي عبد الإله، أنه ينوي إقالة المدرب الحالي السويسري راؤول صافوا وتسليم مقاليد الأمور الفنية للاعبين السابقين للمولودية الوهرانية عمر بلعطوي وسباح بن يعقوب، باعتبارهما ابني الفريق وبإمكانهما العودة به إلى نتائجه الإيجابية وبالتالي قوته المفقودة. إلى ذلك، كشفت مصادر مقربة من مكتب جباري، أن المناجير العام حدو مولاي يفكر جديا في رمي المنشفة، وحسب ما أسر به حدو لمقربيه، فإن الأوضاع الحالية للفريق أصبحت متعفنة جدا ولا تشجعه إطلاقا على البقاء.