في حفل بهيج أقيم بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع ديوان رياض الفتح تم تكريم الفنانة القبائلية نوارة بحضور جمهور غفير من محبي الفنّانة. ويأتي هذا التكريم تقديرا لما قدمته الفنانة القديرة للأغنية القبائلية خلال سنين طويلة من عطائها الفني وسعيا للحفاظ على التراث الجزائري الأصيل. وحضر تكريم الفنانة شخصيات سياسية ووجوه فنية تتقدمهم وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح والأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد بالإضافة إلى الفنانين عبد المجيد بالي وآكلي يحياتن وآخرين. الحفل الذي انطلق بالوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الفنانين خليفي احمد وشريف خدام ومحمد بلحنافي نشطته وجوه فنية صاعدة حيث أدت الشّابتان كهينة ونصيرة والمطربة لجيدة والمطرب علي مزيان أشهر أغاني الفنانة التي عرفت بها لتنهي المطربة القديرة الحفل بمجموعة من أغانيها التي رددها معها الجمهور بالرقص والغناء إلى آخر لحظة. وفي الختام قامت وزيرة الثقافة بتكريم الفنانة وهو ما تأثرت له كثيرا المطربة نوارة التي بدت في قمة سعادتها وقد شكرت الجميع على هذا التكريم. خاصّة عند قيام الفنانين والحضور بترديد أشهر أغانيها منها “أيما عزيزان” و“أيول ذاشو أديقيمن” و“أسماكن نميوسان” وغيرها. ولدت نوّارة واسمها الحقيقي حميزي زهية عام 1945 بالعزازقة (تيزي وزو) وانتقلت بعدها رفقة عائلتها إلى القصبة بالعاصمة. منذ الستينيات بدأت الغناء وقد كانت منذ صغرها معجبة بالفنانة القبائلية وريدة التي بزغ نجمها في الخمسينيات والستينيات. تتلمذت الفنانة على يد المطرب القبائلي الراحل شريف خدام الذي أعجبه صوتها كثيرا فاختارها لتأدية أغنية “آين أور تزريد” (الشيء الذي لم تره) وهي الأغنية التي كانت نقطة انطلاقتها إلى عالم الفن. غنت الفنانة نوارة للمرأة القبائلية المحافظة كما غنت للحب وللحنان وللغربة وقد عرفت خصوصا بطابع “أشويق” كما سبق لها وأن غنت رفقة ألمع نجوم الأغنية القبائلية من أمثال شريف خدام وفريد فراقي ومجاهد حميد بالإضافة إلى معطوب الوناس.