بلوغ المنتخب الوطني المركز ال24، في لائحة احسن منتخبات العالم، حسب ترتيب الفيفا لشهر أكتوبر، لا يعني بأننا اصبحنا نملك منتخبا قويا، وعليه يجب أن نثبت اقدامنا على الارض، ولا نغالي في التغني بهذا الترتيب الذي يبقى ظرفيا ولمدة محدودة جدا، حتى لا نشوش على تركيز لاعبينا الذين يستعدون للقاء ليبيا المقرر بعد أيام. وربما مثل هذه المبالغة والتغني بهذا الترتيب الذي يحدث لأول مرة في تاريخ المنتخب الوطني، على لائحة الفيفا، هو ما جعل الناخب حليلوزيتش يتحدث للصحافة، بهدوء فيقول ينبغي الا نغتر قبل مواجهة ليبيا المفخخة، ولابد أن نركز على تغذية الجانب البسيكولوجي اكثر من أي شيء اخر. وحتى الحديث عن أن حليلوزيتش قد حطم او كسر كل الارقام، التي كانت بحوزة سعدان فيه مغالطة، لأن المقارنة بين الرجلين والمنتخبين، سابقة لأوانها، وحتى إذا احتكمنا لترتيب الفيفا، فإننا نجد ان هذه الاخيرة، في واحدة من اشهر لوائحها الترتيبية، كانت قد أشادت بسعدان، لأنه قفز بترتيب المنتخب الوطني من 124 إلى 52، على ما اذكر او اقل. ثم ان سعدان يملك في سجله ما لا يستطيع حليلوزيتش او غيره بلوغه او تحطيمه، فهو حقق مع المنتخب الوطني، ما حققه الكبار امثال زاغالو، بالذهاب الى المونديال ثلاث مرات وهو رقم يحتاج الى وقت طويل من اجل تحسينه او تحطيمه او حتى تكسيره، مثل هذه السابقة في رأينا لا تخضع للظروف التي تتحكم في الاحصاءات التي تعتمدها الفيفا شهريا لترتيب المنتخبات الوطنية. وعليه، فإن ما يجب ان يقال هو ان نترك حليلوزيتش يعمل ونترك للاعبينا المحترفين والمحليين، فرصة للهدوء من اجل التركيز، ونشجعهم بالقول انكم في احسن رواق، للعودة بالمنتخب الوطني الى سكة الانتصارات، لأن بعد “الكان الإفريقي”، يأتي المونديال، ويوم نجمع بين المشاركتين، نتجرأ عندها على إجراء بعض المقارنات ومن باب التشجيع فقط لا اكثر . إن المتتبع للشأن الكروي وبعيدا عن الاثارة التي تلجأ اليها بعض الكتابات، يدرك أن المراحل تختلف والبوسني حليلوزيتش هو الآن بصدد بناء منتخب جديد بآليات جديد وبتعداد متجدد، وأن بعض الاكتشافات التي تمت في عهده والظروف الملائمة التي وفرتها له الفاف، قد تجعل من منتخب طبعة 2012 وبتعداد متجدد، وان بعض الاكتشافات الجديدة التي تمت في عهده والظروف الملائمة التي وفرتها له الفاف 2012، في أفضل رواق لتحسين مركزه في الترتيب العالمي، لأن حوافز ذلك الترتيب، قد تضفي مزيدا من المواظبة على العمل الذي ينجز حتى الآن.