بدخول شهر جويلية المقبل سيكون وحيد حليلوزيتش قد قضى عاما كاملا على رأس "الخضر"، كان للانتصارات أكثر منه لشيء آخر، فضلا عن النزعة الهجومية التي اكتسبها المنتخب الذي لم يسجل قبل قدوم حليلوزيتش، في 4 مباريات سوى هدف واحد قبل خسارته برباعية نظيفة في مراكش أمام المغرب، ثم جاء بعدها حليلوزيتش لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ونجح في جل رهاناته باستثناء سقوطه في مباراة مالي ببوركينافاسو التي تبقى النقطة السوداء، عدا ذلك فإن كل الأرقام لصالح الفرانكو بونسي سواء من حيث الانتصارات، عدد النقاط، معدل تسجيل الأهداف ونسبة تلقيها، وهي أرقام تجعله يتجاوز معدّلات النّاخب الوطني الأسبق رابح سعدان، رغم أنه يجب الاعتراف أن المقارنة غير موضوعية لاختلاف الظروف ونوع المنافسة. 2.37 نقطة معدل كل مباراة مقابل 1.63 نقطة للشيخ حقق حليلوزيتش 6 انتصارات، تعادلا وهزيمة في 8 مباريات قاد فيها "الخضر"، ما يعني أنه ضيع 5 نقاط فقط ما جعله يحصل على معدل 2,37 نقطة عن كل مباراة وهو معدل جيد، بينما لعب الشيخ سعدان منذ عودته الأخيرة مدربا للمنتخب شهر أكتوبر 2007 وإلى غاية سبتمبر 2010، 33 مباراة حقق خلالها 16 انتصارا، 11 هزيمة و6 تعادلات، الأمر الذي يجعله يحصل على معدل 1.63 نقطة عن كل مباراة، مقابل نقطة عن كل لقاء ل بن شيخة الناخب السابق الذي استبدل بالحالي حليلوزيتش، بعد أن اكتفى ب 4 نقاط في 4 مباريات قاد فيها "الخضر" قبل مغادرته العارضة الفنية. يسجل هدفا كل 40 دقيقة، كل 88 دقيقة مع سعدان و360 دقيقة ل بن شيخة كما اكتسب "الخضر" صبغة هجومية مع حليلوزيتش، حيث وقع المنتخب معه في 8 مباريات 18 هدفا، أي بمعدل 2.25 هدف في كل مباراة وهو معدل كبير جدا، كما أن "الخضر" سجلوا في اللقاءات الثمانية وبمعدل هدف كل 40 دقيقة، بينما سجل "الخضر" مع سعدان 34 هدفا في 33 مباراة (3000 دقيقة باحتساب نصف الساعة وقت إضافي من مباراة كوت ديفوار)، حيث نجد أن المنتخب الوطني في عهد "الشيخ" كان يسجل هدفا كل 88 دقيقة، وهي الحصيلة التي تثبت أن أرقام الفرانكو - بونسي أفضل هجوميا، في حين لا مقارنة مع بن شيخة الذي اكتفى المنتخب معه بتسجيل هدف واحد في 360 دقيقة، وكان كما هو معلوم من ركلة جزاء أمام المغرب. يتلقى هدفا كل لقاءين مقابل هدف كل مباراة ل سعدان وبخصوص الصمود الدفاعي فإن المنتخب الوطني مع حليلوزيتش في 8 مباريات تلقى 4 أهداف، 3 خارج الديار وهدفا واحدا داخلها، ما يعني أن "الخضر" يتلقون معه هدفا في كل مبارتين (180 دقيقة)، في حين مع سعدان وفي 33 مباراة تلقى رفقاء عنتر يحيى 32 هدفا بمعدل تقريبي هدف كل مباراة (0,96 هدف كل مباراة بالتحديد)، وإذا قارناه أيضا مع بن شيخة فإن المنتخب يتلقى هدفا ونصف كل مباراة، علما أن حليلوزيتش تلقى أول هدف في مسيرته ناخبا وطنيا على أرضية ميدانه عن طريق "ساڤاما" لاعب غامبيا، بتسديدة قوية من خارج منطقة العمليات جعلته يسقط بعد 10 مباريات من الصمود. بأرقام سعدان حليلوزيتش كان سيجلب 13 نقطة ويكتفي بتسجيل 8 أهداف وتلقي 8 وإذا أسقطنا أرقام سعدان من حيث معدل النقاط على حليلوزيتش، فإنه كان سيجلب 13 نقطة فقط وليس 19 التي حققها حليلوزيتش (كان سيخسر مبارتين إضافيتين)، كما أنه سيكتفي بتسجيل 8 أهداف وليس 18 هدفا، فيما سيتلقى أيضا 8 أهداف، وبالمقابل إذا قلبنا الأرقام والمعدلات التي يملكها حليلوزيتش لصالح سعدان، فإنه كان سيحقق 24 نقطة إضافية (8 انتصارات أخرى)، وسيسجل عوض 33 هدفا 74 هدفا، فيما سيتلقى 16 هدفا فقط وليس 32 هدفا، الأمر الذي يؤكد أن حليلوزيتش تجاوز كل أرقام سعدان من حيث النقاط، معدل التسجيل والصمود، فيما بقي "الشيخ" يسبقه فقط في سلسلة المباريات دون هزيمة التي بلغت 13 مباراة، لكنها بالمقابل توقفت عند 6 مباريات عند عتبة المنتخب المالي، فيما يتساوى كل منهما في تحقيقه 5 انتصارات متتالية. الظروف تختلف ونوع المنافسين أيضا و"حليلوزيتش" لم يلعب كأس أفريقيا و"المونديال" معا والحقيقة تقال إن الظروف تختلف وكذلك نوع المنافسين، الأمر الذي يجعل هذه المقارنة غير موضوعية، فالناخب الوطني اكتفى بمواجهة منتخبات إفريقية (6 من 8 ترتيبها يتجاوز 100)، في حين واجه سعدان منتخبات قوية في القارية السمراء مثل كوت ديفوار، مصر ونيجيريا، كما قابل منتخبات عالمية مثل الأرغواري، صربيا، انجلترا والولايات المتحدةالأمريكية، والأهم من هذا وذلك أن "الشيخ" لعب منافسة كأس إفريقيا 2010 وكأس العالم في السنة نفسها، كما أنه تغلب على وحيد حليلوزيتش في كأس أفريقيا الأمر الذي يجعل المقارنة غير موضوعية، ولكن بلغة الأرقام يمكن مقارنة كل شيء وإسقاط أرقام مدرب على آخر، وهي اللغة التي لا تمنعنا من التأكيد أن المعدلات التي يحققها الفرانكو بونسي لم تتحقق لمدربين من قبله على رأس "الخضر"، في انتظار التأكيد في التحديات القادمة.