تفتقر ولاية المدية إلى الهياكل الثقافية التي من شأنها الدفع بالحراك الثقافي وتدعيم المرفق الوحيد المتواجد بالولاية، المتمثل في دار الثقافة “حسن الحسني” ، التي لا تتسع لأكثر من 300 مقعد ولا تلبي رغبات المجتمع المدني في حضور العروض المسرحية والحفلات الموسيقية والغنائية، ولمواجهة الأمر استفادت الولاية من عدة مشاريع من شأنها إعادة بريق الفعل الثقافي إلى عاصمة التيطري المدية مسرح الهواء الطلق وآخر جهوي.. انطلاقة لأب الفنون حظيت الولاية في المخططين الخماسيين الأخيرين بعدّة مشاريع أبرزها مسرح الهواء الطلق بالقطب الحضري الجديد بالمدية، بلغت نسبة انجازه 95 بالمائة، وكان مقررا استلامه في الثلاثي الأخير من عام 2012، إلا أنّ والي الولاية أمر بإجراء دراسات جيوتقنية على التربة، وبذلك سيتم استلامه فعليا خلال العام القادم، وتجرى على مستوى مديرية الثقافة دراسة أخرى للقيام بتغطية مسرح الهواء الطلق لتمكين عشّاق الفن الرابع والسهرات الفنية من خدماته طيلة الفصول الأربعة. أمّا المشروع الثاني فيتعلّق بإنجاز مسرح جهوي بسعة 800 مقعد ويعدّ متنفّسا للمسرحيين، نظرا لحجمه الكبير والدور الذي يمكن أن يلعبه في تكوين الشباب، وقد اختير مكان انجازه بمقر المحطة البرية القديمة بجوار دار البلدية، وتمّ تسجيل المشروع هذا العام وستكون الدراسة خلال الثلاث أشهر الأخيرة من العام الجاري على أن تنطلق الأشغال العام القادم. ترميم قاعات السينما... الفن السابع يجهض بالمدية في سياق ذي صلة، أكّد مدير الثقافة بالمدية، أنّ الولاية كانت قد استفادت من مشروع لترميم قاعات السينما إلاّ أنّ ذلك لم يتحقق ميدانيا، والإشكال أساسا يتمثل في عدم قبول بعض رؤساء البلديات التنازل عن قاعات السينما، باعتبار انه لا يمكن للمديرية القيام بمشاريع ترميم لهياكل لا تملكها، ففي وقت تنازل بسهولة رئيس بلدية البرواقية، تماطل نظيره بقصر البخاري عامين، وأصرّ رئيس بلدية المدية على الرفض المطلق للتنازل عن قاعة السينما، وهي أمور حرمت المديرية من هذه المشاريع الخاصة بالترميم وإعادة التأهيل، وحرمت معها شباب البلديات من خدمات الفن السابع الذي بقيت هياكله متهرئة، مهملة وبدون فاعلية. ملحقات لدار الثقافة... حل لإيصال الفعل الثقافي إلى الأرياف في إطار الحديث عن الهياكل دائما، أكّد المتحدّث أنّ مصالحه تبذل مجهودات جبارة لإيصال الفعل الثقافي إلى مختلف البلديات سواء بعروض موازية في المهرجانات أو بتنظيم حفلات موسيقية تزامنا وإحياء الجزائر لخمسينية استقلالها. مشيرا إلى وجود مشروع لاستحداث ملحقات لدار الثقافة “حسن الحسني” كنوع من إعادة ترتيب البيت الثقافي بالمدية، ويقضي هذا المشروع بأن تقدّم البلديات تنازلا عن المراكز الثقافية التي تملكها على أن يشمل ذلك لاحقا المراكز التابعة لمديرية الشباب والرياضة، وفي هذا الجانب قدّم مؤخّرا تنازل عن مركزي الثقافة لبلديتي الشهبونية وشلالة العذاورة كانا مستغلين من طرف سلك الحرس البلدي وهما الآن غير مستغلين، وسيتم إعداد بطاقة تقنية وتسجيل عملية ترميمهما وتجهيزهما بما يلزم، كما تمّ تقديم طلب لمصالح بلدية البرواقية للتنازل عن المركز الثقافي “حسن الحسني”، علاوة على إعداد بطاقة تقنية تم إرسالها للوزارة الوصية لإنجاز سبع ملحقات ثقافية بالبلديات الكبرى للولاية. ترميم المواقع الأثرية وجمع الآثار.. حديث عن أصالة الولاية من جانب آخر، وفي إطار الاهتمام بالتراث الجزائري الذي توليه الوزارة الوصية بالغ الأهمية، تولت مديرية الثقافة التكفّل بعدّة مواقع ترميما وتأهيلا على غرار زاوية سيدي صحراوي، برج المراقبة بالمصلى، دار الأمير عبد القادر، موقع “رابيديوم” ببلدية جواب وموقع “أشير” ببلدية عين بوسيف، وأوكلت مهام تسيير بعضها للديوان الوطني لتسيير واستغلال الأماكن المصنّفة. ويضيف المتحدّث أنّ هناك برامج للتكفل بمختلف المواقع الأثرية على شاكلة مخطط حفظ دائم للمدينة القديمة للمدينة “رورابللي”، ونفس الشيء للمدينة القديمة بقصر البخاري، وكشف ميلود بلحنيش أنّ وفدا عن وزارة الثقافة، كان قد زار منطقة سانق ومنطقة عين توتة وأولاد بن يمينة ببلدية سغوان، ووضعت تقاريرها لردّ الاعتبار لهذه الآثار الدالة على عراقة المنطقة. وقد اتّخذ قرار في أخر اجتماع على مستوى الوزارة، بجمع كلّ القطع الأثرية من مختلف البلديات ووضعها على مستوى المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية بالمدية، وهذا إلى غاية انجاز متحفين الأوّل يكون ببلدية الكاف الأخضر تنطلق الدراسة الخاصة به الأسبوع الجاري، والمتحف الثاني بحوش الباي ببلدية المدية، على أن يتم توزيع التحف والآثار على هذين المتحفين. في انتظار المكتبة المركزية.. 72 مكتبة بلدية تترقب التنظيم أمّا فيما يخصّ المكتبات البلدية، فحظيت ولاية المدية بعدد لا بأس به، إذ تحصي 72 مكتبة بلدية موزّعة على 64 بلدية مما جعل حظّ بعض البلديات مكتبتين كما هو شأن جواب، ذراع السمار، البرواقية، ولكن بعض المكتبات تعاني مشكل تسيير بالنظر إلى أنّه ملك للبلديات ومديرية الثقافة، وسيتم التكفّل بهذا المشكل وفقا للقانون المسيّر الذي يقضي بوجود مكتبة ولائية أو مركزية وتصبح باقي المكتبات في شكل ملحقات، والأمر غير ممكن حاليا لعدم توفّر ولاية المدية على هكذا منشأة، ويقترح قطاع الثقافة بالمدية أن يتم تحويل مكتبة بلدية المدية إلى مكتبة مركزية إلى حين استكمال المناقصة واختيار المقاولات المكلّفة بإنجاز هذه المكتبة، وهو الأمر الذي يسهم في الاستفادة من دعم الوزارة وتنظيم قطاع الثقافة في شقّه المتعلّق بالمكتبات، وتلبية طلبات الشغوفين بخير جليس في الأنام .. الكتاب.