أكد المدير العام لمؤسسة تسيير مصالح مطارات الغرب، السيد ناصر الدين سي العربي، ل»المساء»، أنه تم تكليف مؤسسة «كوسيدار» لإنجاز مشروع المطار الجديد بها، وقد خصص له غلاف مالي يعادل 1360 مليار سنتيم، مايعادل 130 مليون أورو، بعدما تم تخصيص مساحة إجمالية تعادل 31 هكتاراً، حيث أن الدراسات التقنية قام بها مكتب دراسات فرنسي وكلفت الخزينة العمومية 2.9 مليون أورو، ما تم اعتباره من طرف العديد من التقنيين والمهندسين العاملين بمؤسسة تسيير المطارات، ايجابيا جدا كونه اقل من المبلغ الذي كان منتظرا، كما أنه أقل من المقاييس العالمية التي تحدد مبلغ الدراسة التقنية بأقل من 10 بالمائة من تكلفة المشروع. وحسب السيد ناصر الدين سي العربي، فإن الدراسة التقنية في الكثير من الحالات تعتبر ذات أهمية كونها حجر الزاوية في انجاز اي مشروع من المشاريع المهيكلة مهما كانت أهميته، كما تقدمت إطارات المؤسسة خلال تقديم مشروع الدراسة التقنية ب25 احترازا تقنيا، الأمر الذي جعل المشرفين على الدراسة التقنية يعيدون النظر في العديد من النقاط المتعلقة بالاحترازات من طرف العديد من المسؤولين، الذين أكدوا انه من الأهمية بمكان أن تكون الأفكار ناضجة بدل التسرع في الدراسة ومن ثم عملية الإنجاز ليلجأ المعني بالأمر في نهاية المطاف الى تصحيح الأخطاء، وهو ما قد يؤثر في عمليات انجاز المشروع من أساسه. أما فيما يتعلق بأهمية المشروع في حد ذاته، فقد أكد محدثنا أن انجاز المطار الدولي ذا المواصفات العالمية يأتي استجابة للاحتياجات الكبيرة والمتزايدة للمواطنين بولاية وهران والجهة الغربية ككل، خاصة وأن حركة تنقل الأشخاص متزايدة من سنة الى أخرى، علما ان الطاقة الاستيعابية للمطار الحالي تعادل 800 ألف مسافر سنويا، في الوقت الذي يتم فيه منذ أزيد من خمس سنوات تسجيل أكثر من 1.2 مليون مسافر سنويا ومن ثم فقد أصبح لزاما التكفل بإنجاز هذا المطار اليوم قبل الغد من منطلق توفر الإمكانيات المالية والبشرية من جهة والتقنيات العالية من جهة أخرى. وفي هذا الإطار يؤكد السيد ناصر الدين سي العربي، أن عملية انجاز المطار الدولي الجديد ستمكن عمال ومسيري المطار من العمل في ظروف أحسن وبتقنيات جد متطورة، الأمر الذي سيمكن بعد استلامه من إدخال بعض الترميمات والتحسينات على المطار الحالي الذي سيتم تحويله الى الرحلات الداخلية لتصبح بعدها الطاقة الاستيعابية للمطارين (الرحلات الداخلية والدولية) تعادل 4 ملايين مسافر سنويا. أما فيما يخص المنطقة الخاصة بالبضائع، فإنه سيتم تجديدها وإعادة تهيئتها حتى تكون في مستوى تطلعات مسافري المنطقة الغربية كلها، وذلك بالنظر للأهمية الاقتصادية والتجارية للعملية، خاصة وأن هذا النشاط التجاري الجوي يستحوذ عليه مطار هواري بومدين الدولي بنسبة 95 بالمائة، الأمر الذي يفرض على مسؤولي مؤسسة تسيير مطارات الغرب بالتفكير الجدي في انجاز الهياكل الضرورية التي بإمكانها تمكين المطار الجديد من لعب دوره الأساسي في هذا المجال، حيث تم برمجة انجاز مرأبين بسعة 15 ألف طن سنويا لكل واحد منهما وعلى مساحة إجمالية تقدر بهكتارين، إضافة الى إنشاء منطقة خاصة بمعالجة كل النشاطات المتعلقة بالاستيراد والتصدير. وفيما يتعلق بعملية انجاز المطار الجديد، سيتم إنجاز مدرجين اثنين به بعرض 45 مترا وبطول 3000 مترا بالنسبة للمدرج الأول و3660 متر بالنسبة للمدرج الثاني و16 موقفا للطائرات، كما سيتم بالمناسبة انجاز برج جديد للمراقبة مستقل عن البرج الأول الذي سيتم تخصيص تشغيله للرحلات المحلية فقط. وحسب السيد ناصر الدين سي العربي، فإن الأهم في كل هذا المشروع يتعلق باستغلال لأول مرة الطاقة المتجددة، حيث سيتم تزويد المطار الجديد وكل لواحقه بالطاقة الشمسية، مما سيمكن المؤسسة من تقليص مصاريفها في مجال الطاقة بما لا يقل عن 5 ملايير سنويا. وبغض النظر عن الأرباح الكبيرة التي يمكن جنيها من استغلال الطاقة الشمسية، فإن المدير العام لمؤسسة تسيير مطارات الغرب، يلح على ضرورة التجسيد الميداني لمختلف السياسات الداعمة لمحيط نقي وبيئة نظيفة وبأقل التكاليف. من جهة أخرى، سيتم في مجال تصفية المياه الصحية ربط المطار الجديد بمحطة التصفية الواقعة ببلدية الكرمة ومن ثم تهيئة كافة الظروف لمطار يعتمد في تسييره على الطاقات المتجددة المحافظة على المحيط والبيئة النقية، كما يوجد برنامج ضخم يتعلق بمواصلة إنجاز مسار تراموي وهران وتمديده من السانيا إلى غاية المطار، علما أن الدراسات التقنية على وشك الانتهاء لتمكين المسافرين من استغلال هذه الوسيلة الهامة في التنقل من وإلى المطار بكل راحة وسهولة.