تروي الحاجة عائشة حرم المجاهد الصالح زيداني، أحد أبرز الشخصيات المجاهدة بالولاية، الذي قام باقتحام مركز التعذيب بعين التوتة يوم 30 ماي 1956، تجربتها النضالية في خدمة المجاهدين ونصرة القضية الوطنية، بأسلوب بسيط تصف فيه مشاركة المرأة الجزائرية في معركة التحرير بالفعالة. وجاء لقاؤنا بها على ضوء احتفال الجزائر بعيد الثورة التحريرية في ذكراها الثامنة والخمسين، ولأول مرة تستعرض نشاطها خلال الثورة. ولقد عرفت بنضالها في منطقة معافة بعين التوتة بولاية باتنة، وتاريخها البارز في الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي، ولو أنها لم تحمل السلاح واكتفت بمواكبة المجاهدين بالمنطقة، وأسهمت بكثير في مساعدة المجاهدين في عملية تدمير مركز الجيش الفرنسي بمعافة يوم 30 ماي 1956، وتكبد فيها الإستعمار خسائر فادحة، وأشارت في حديث خصت به «المساء»، وهي تسرد وقائع هذه العملية التي أذهلت كبار المسؤولين العسكريين الفرنسيين في تلك الفترة، وهي تذرف دموعا، بعدما استحضرت وقائع رد المستعمر العنيف الذي قام بانتقام جهنمي لقرى المنطقة، على غرار الفتاتشة ومعافة، بعدما شرد سكان المنطقة، أحرق بيوتهم واعتقل العديد من العزل، جددت دعوتها للشباب للاقتداء بجيل الثورة ممن حرروا الوطن من قبضة الاستعمار، والحفاظ على مكتسبات الثورة. وعادت للحديث عن المرأة الجزائرية ومشاركتها الفعالة خلال الثورة، مستدلة بنماذج العديد من المجاهدات وشهيدات القضية في هذا السياق، استحضرت مرارة الإستعمار ومضايقاته للمرأة بمعافة، خصوصا تلك العينات من اللائي أسهمن بكثير في مؤونة المجاهدين. كما تحدث بإسهاب عن الثورة المباركة التي وصفتها بنموذج الحركات التحررية في العالم. كانت الحاجة عائشة خلال هذه الفترة، منشغلة بأخبار زوجها الصالح الذي كان -كما قالت- جد سري في تعاملاته معها في خصوص الثورة وأنشطتها. وأضافت أن ذلك لم يعفها من القيام بواجباتها في تحضير الكسرة، حبات التمر والتين، والبحث في كيفيات إيصالها لأمكنة تخندق المجاهدين، خصوصا وأن المستعمر بوحشيته كثف من تحركاته للقبض على سي الصالح ورفقائه. وفي ختام حديثها، جددت دعوتها بضرورة تثمين إنجازات الثورة وتخليد مآثرها، مع جعل المعالم التاريخية فضاءا آخر للشباب، للتذكير ببطولات المجاهدين والشهداء الأبرار وتثمين دورها في كتابة التاريخ للأجيال .