في كرة القدم لابد من فائز ومنهزم وهناك قوانين تحكم اللعبة وهي فوق الجميع، من احترمها نال الجزاء ومن خالفها نال الجزاء ايضا، وفي بشار خرج، أمس، جمهور اللعبة عن هذه القاعدة، وفضل اللجوء إلى الاضطرابات والاحتجاجات، على قرار لجنة الانضباط التابعة للرابطة المحترفة، التي لم تطبق سوى القانون، حين فصلت في مباراة يوم السبت الفارط والتي جمعت بين شبيبة الساورة واتحاد الحراش لصالح الفريق الذي رأت بأنه ظلم في تلك الاحداث وأن أنصاره اضطروا للنزول إلى ارضية الميدان، تفاديا للإنزلاق في متاهة العنف، بعد ان أحسوا أن الطرف المكلف بالتنظيم لم يوفر لهم الحماية اللازمة. وكان من المفروض على ادارة النادي المحلي، ان تتحلى بالحكمة في التعامل مع قرار لجنة الانضباط، لأن ذلك كان يكفي لإمتصاص أي غضب، عوض أن يلجأ بعض الفاعلين في النادي، إلى إطلاق تصريحات نارية، جيشت العواطف والمشاعر ودفعت بالمراهقين الى الخروج للشوارع للتعبير عن غضب مفعتل، أفقد محيط المدينة هدوءه، وتبين من خلاله، أن هؤلاء أرادوا التغطية على فشلهم في التسيير وفي تحقيق الاهداف التي تغنوا بها عند صعود هذا النادي الشاب الى الدوري المحترف وهو لا يملك سوى الارادة، في ظل افتقاره للتجربة والموارد الكبيرة. وربما يتساءل الكثير منا ماذا جنى أولئك الذين كسروا هدوء المدينة وتلاعبوا بعواطف الشاب؟ وماذا يفيد ذلك فريقا مازال يبحث عن أنجع أساليب الادارة والتسيير؟ ولماذا يضطر البعض إلى توظيف الجمهور في لعبة العنف القذرة التي جربت في لقاء سابق وكادت ان تزهق من خلالها بعض الارواح ؟ ألم يتعظوا من العقوبات السابقة التي أعقبت لقاء شبيبة القبائل ؟ ألم يقرأوا عواقب ما قد ينجر عن الملف المفتوح أمام الرابطة الوطنية حول التهمة التي فجرها شباب باتنة ؟ إن كل هذه التساؤلات كان يجب ان تطرح قبل اطلاق أي تصريح ناري، لأن الواقع يقول أنه كلما تكررت المشاهد وتشابهت الافعال، تزداد الشكوك وتتأكد التهم، لكن قبل ان نصل الى ذلك، على الطرف الذي يريد ان يكون فوق القانون، ان يتخلى عن توظيف ورقة الشارع في استراتيجيته الفاشلة، لأن الكرة في قاموس اهلها والعارفين بقوانينها تلعب فوق الميدان وهذا ما يجب ان يقر به كل من لا يستسيغ القرارات التي تدينه.