مازالت لغة الخشب هي السمة المشتركة في خطاب الاحزاب السياسية التي دخلت الحملة الانتخابيةلمحليات 29 نوفمبر الجاري، فالتشكيك واليأس والخوف من المستقبل، مصطلحات تتردد على كل الشفاه، رغم اجتهاد البعض في الارتقاء بالحملة إلى مستوى الخطاب الذي يغذي الامل في نفوس المواطنين الذين ينشدون التغيير والتجديد وتحقيق المزيد من التنمية في مجالات السكن والتربية والصحة والمواصلات، وهي الاشياء التي يبحث عنها كل مواطن في البرامج المقترحة، لكن دون أن يجدها أو يلمسها ودون أن يتأكد من مصداقية من يتغنى بها في التجمعات التي تنظم هنا وهناك. والمثير للدهشة أن الكثير من زعماء الاحزاب، ممن عودونا على لغة التشكيك ومصطلحات اليأس والتخويف، فشلوا حتى الآن في لفت الانتباه لخطابهم الذي لم يتغير على الاطلاق، كما أن الوجوه التي اقترحتها هذه الاحزاب، عادة ما تذكرنا بميركاتو كرة القدم او السوق الكروية، فهناك من لعب بالامس في هذا الحزب ثم انقلب وجاء لحزب آخر بمجرد انتهاء عهدته، في حين لم تتخلص بعض الاحزاب من لغة الشتم والتجريح والتهديد بكشف المستور دون أن تقنع المواطنين بطرحها او تصورها للمرحلة القادمة. ويمكن القول ان حملة بهذا المستوى من التدني، من المستحيل ان تستقطب الانظار أو تحقق الاهداف المرجوة منها، طالما أن التركيز ينحصر على السلبيات فقط وطالما أن الذين يقودون الحملة مازال تفكيرهم في الطور الاول، وربما هذا ما جعل الكثير منهم يخاطبون قاعات فارغة أو يتفرغون للمشي في الشوارع أو الجلوس في المقاهي ويراهنون حسب زعمهم على العمل الجواري لكسب ود المواطن.