قد لا أكشف سرا إذا قلت بأن معظم الأحزاب، حتى لا أقول كلها، التي قررت خوض انتخابات المجالس المحلية لا تملك برامج، والتجربة أثبتت ذلك وأتحدى من يدحض هذا القول بالدليل أو البرهان. ويكفي الاستماع إلى لغة الخطب المتداولة والتي تطغى عليها الحماسة، أكثر من التركيز على البرامج والأهداف التي يجب بلوغها أثناء العهدة الجديدة، كما أن طغيان ظهور زعماء الاحزاب في التجمعات، قد غطى على المترشحين وقزمهم بل وقلل من شأنهم في نظر المواطنين الذين يريدون التعرف على مستوى من سيدير شؤون بلديتهم وماذا يمكنه أن يتعهد به أو يقدمه لهم من مشاريع إنمائية أو خدماتية أو رياضية وغيرها. وقد لا أكشف سرا إذا قلت إن أغلب المترشحين، مع الاسف، قد أصبحوا أشبه بلاعبي كرة القدم أي أنهم يتنقلون ما بين الاحزاب دون توقف، فرؤساء البلديات يغيرون القبعة من استحقاق إلى آخر دون توقف، والمرشح الفائز بمجرد أن يصبح في سدة المسؤولية يتنكر لحزبه الذي رشحه وللمواطنين الذين أعطوه أصواتهم ويتملص من كل الوعود التي قطعها على نفسه، وهكذا تتحول اللعبة الديمقراطية إلى لعبة كواليس تتحكم فيها المصالح الشخصية. وحتى لا ننزلق أكثر، يجب على المترشحين أن يستفيدوا من حديث الشارع فهو الاكثر واقعية والاكثر حرصا على مصداقية العملية الانتخابية، وبالتالي عليهم تفادي التجارب المريرة والفشل الذي عرفته المجالس الشعبية البلدية، التي عادة ما تدخلها فئات حزبية متنافرة ومتصارعة فتمر العهدة كما دخلتها والضحية في النهاية هو المواطن والتنمية.