عرف قطاع الفلاحة بعنابة خلال السنة الجارية، تطورا ملحوظا في تنوع بعض المنتجات الزراعية، منها ما أضحت الولاية تصدره لأول مرة، كون منطقة عنابة تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب 9 آلاف هكتار، منها 5 آلاف هكتار مساحة إجمالية، غير أن المساحة الحقيقية الصالحة للزراعة تقدر ب 3 آلاف هكتار، وهو الأمر الذي يبدو بعيدا عن استغلال المساحات الزراعية المتبقية. وفي هذا الشأن، أكد والي عنابة محمد الغازي، أنه سيتدارس خلال الأيام القادمة مخططا استراتيجيا جديدا يتعلق بتعزيز الفلاحة الجبلية واستصلاح الأراضي، بتحويل البور منها بعد تهيئتها، إلى مناطق خاصة بزراعة الزيتون والحمضيات والكروم، لأن الفلاحين نجحوا في مثل هذه العملية الزراعية، لزيادة الإنتاج المحلي والوطني. وحسب رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية بعنابة، فإن المديرية خصصت غلافا ماليا معتبرا قدر ب 56 مليار سنتيم، لإيصال شبكة الكهرباء وربط العديد من المستثمرات الفلاحية الموزعة بين الجماعية والفردية التي ظلت تواجه مشكل الكهرباء، لآلات الضخ وغيرها، حيث ينتظر إنجاز المشروع من طرف مؤسسة سونلغاز التي تأخرت في الانطلاق نتيجة الضغط الكبير الذي تعرفه المؤسسة، خاصة مع الإنقطاعات المتكررة للكهرباء خلال الصائفة الماضية، وفي سياق متصل، شكل الوالي لجان تطهير على مستوى الدوائر للمراقبة، حيث يكمن عملها في مراقبة عشرات المستثمرات الفلاحية التي لم تستغل لمدة 10 سنوات، خاصة تلك المحولة لأشخاص لا صلة لهم بقطاع الفلاحة، والذين يدرجون الأراضي المعطلة عن الاستغلال في خانة الأراضي المشغولة والمنتجة، لكن واقع الأمر عكس ذلك تماما، حيث صرح أحد الفلاحين بخصوص هذه الأراضي، أنها لم تستفد من مياه السقي. وعلى صعيد آخر، ينتظر نحو 600 شاب بطال قرار اللجان المشكلة على مستوى دوائر وبلديات الولاية، حسب صنف الاستفادة من الأراضي، وذلك لدراسة الملفات المقدمة والفصل فيها نهائيا في قوائم المستفيدين قبل السنة الحالية، علما أن 30 بالمائة من سكان عنابة يشتغلون في قطاع الفلاحة، كما لا يتجاوز العاملون من الشباب بضع مئات، نتيجة العزوف الكبير لهذه الفئة، حيث يرجع العديد منهم المشكل إلى عدم توفير التسهيلات المادية، بحيث توفير أراضي بعيدة عن مصادر المياه والكهرباء يصعب من نشاط المزارعين، كما أن عملية الإستصلاح على مستوى عنابة ساهمت بشكل كبير في تشجيع الفلاحين على تفعيل نشاط الأراضي غير المستغلة، وفي سياق متصل، تم توزيع نحو 3 آلاف خلية نحل على أصحاب المستثمرات الفلاحية، وقد تمت برمجة أيام تحسيسية مع الفلاحين بحضور مربي النحل المختصين لشرح آليات تربية النحل، علما أن الولاية استفادت من معصرتين بعد تحسن مستوى جني الزيتون، وكذا الكروم، وقد قُدّر عدد الفلاحين المختصين في هذه الأنشطة بما يفوق 50 بالمائة.