شارك، سهرة أمس الأوّل مسرح باتنة الجهوي في أولى عروض الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي للمسرح الأمازيغي، بعرض "إكنكر" الذي يعدّ من الأعمال الجادة التي تمثل الانعكاس الآلي للمكنونات الداخلية للأفراد. وذلك من خلال التغلغل في أعماق الإنسان وإجراء عملية استنطاق مفبركة للجوارح والعواطف كل حسب تجاربه و شخصيته، ويتبلور ذلك في شكل تحوّل تدريجي لعدد من شخصيات العرض إلى حيوانات تتمثّل في وحيد القرن لترجمة قابلية التخلي عن المبادئ والانسلاخ من الطبيعة الإنسانية، ومن جهة أخرى، هناك من يرفض التخلي عن قيمه المتأصلة ويفضّل الموت دونها. رفع شعار "التحدي" للتنافس على الجوائز المخصّصة للمتوّجين، وتميّزت انطلاقة المهرجان بالحضور القوي لجمهور الفن الرابع، الذي استمتع بعرض "إكنكر" مجسّدا بذلك تعلّقه بالفن الرابع، وقد خرج الجمهور بانطباع جيد عن مسرحية "إكنكر" ويعنى بها باللغة العربية "وحيد القرن"، وهو عمل مسرحي أخرجه سمير أوجيت ومن اقتباس النوري الصغير عن عمل للكاتب العالمي"يوجين يونسكو " المتميز بتطرّقه- في جلّ أعماله- لوحدة الإنسان وانعدام الغاية من الوجود وكذا السخرية من عبثية الحياة المعيشية، لذا فهو يعدّ من أبرز مسرحيي المسرح العبثي. وبدار الثقافة التي عاشت نفس الأجواء، أضفى العرض المسرحي "إيناس" نكهة خاصة للمهرجان، حيث تناول العرض الذي أنتجه مركز "عدن للاستشارات، التدريب التطوير والتنمية البشرية" ببجاية قصة حب عميق بين الشابين إيناس وعماد، لكن القدر فرّق بينهما، بالرغم من كلّ العوائق لم يستسلم الشابان وظلا يناضلان من أجل هذا الشعور النبيل الذي جمعهما، فاختار عماد طريقا آخر للمتاجرة بالمخدرات أملا في التخفيف من آلامه والظفر بمن يحب، كون والد إيناس شخص مادي يريد تزويج ابنته من شاب ثري وهو ما لم يتحقّق في نهاية القصة. من جهتها، قدّمت فرقة "بريان" عرض "ابريذ ان تللي" (طريق الحرية) من إنتاج فرقة "تزدايت" لجمعية ترقية نشاطات الشباب للمركز الثقافي "الشيخ محمد علي الدبوز"، وخلال ساعتين من الزمن اختصرت مسيرة الشعب الجزائري ونضاله خلال الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، وحسب المخرج إبراهيم صالح أولحاج فإنّ "طريق الحرية" التي أنجزت بمناسبة خمسينية الاستقلال ما هو إلاّ تأكيد للهوية الوطنية ووحدة الشعب الجزائري في تنوّع تراثها الثقافي.