وأنا أمشي بأحد الشوارع بالجزائر العاصمة، أحمل محفظة ومظلة، وإذا بشاب يخاطبني بدون معرفة سابقة قائلا: أنت تعبان؟ قلت له: لا، قال يبدو أنك معلم ؟ قلت: لا، ثم استرسل في الحديث: المعلم في وقتنا هذا مكبل بترسانة من القيود القانونية، جعلته عاجزا عن إثبات نفسه وهيبته، ذهب زمان (قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا) لقد أصبح المعلم يهان ويضرب من قبل تلاميذه. بعد أن صمت برهة قدم نفسه قائلا: أنا معلم لكن في مدرسة خاصة، وروى لي قصة غريبة جرت لزميلة له في المدرسة، هذه الزميلة أعطت نقطة لتلميذة دون المعدل، بناء على إجابتها خلال فرض من الفروض، وهي النقطة المستحقة للتلميذة. وعندما اطلعت مديرة المدرسة على تلك النقطة ثارت ثائرتها واستدعت المعلمة، وقدمت لها توبيخا شديد اللهجة وكادت تطردها، وقالت لها بالحرف الواحد -حسب الراوي-: نحن مؤسسة تجارية، وأجرك من أولياء هؤلاء التلاميذ، وبأسلوبك ستضيعين نفسك وتضيعين المدرسة معك، حاولي إعطاء معدلات تساعد على جلب الأولياء لا على تنفيرهم. إذا كان هذا هو مستوى بعض المدارس الخاصة التي ينفق عليها بعض الأولياء الغالي والنفيس من أجل ترقية أبنائهم ورفع مستواهم، فعلى الدنيا السلام.