يعري الفيلم المصري “الشوق” واقعا اجتماعيا مقلقا، إذ يروى مأساة حقيقة لإحدى العائلات بمدينة الإسكندرية، تنتهي بفقدان الابن الوحيد وشرف ابنتيها، وإهمال الأب، وسيطرة الأم المصابة بالمس التي تقتل نفسها بطريقة مفزعة في النهاية، بعد أن تكتشف أن كل ما خططته وبنته كان فوق الرمال... تعرف الجمهور الوهراني أول أمس بقاعة “المغرب” على آخر أفلام المخرج خالد الحجر ،«الشوق”، المشارك ضمن فئة الأفلام الطويلة بمهرجان وهران للفيلم العربي، وقد قضى 130 دقيقة في مشاهدة بعض من جوانب مصر العميقة، واكتشاف بعض الظواهر الاجتماعية التي حبست أنفاسهم، وتعرفوا على دور آخر جسدته الممثلة سوسن بدر بإتقان أعجب الحاضرين من المختصين. ويرصد هذا العمل السينمائي المنتج سنة 2011 عبر نافذة فنية درامية، صورة من صور الدمار والانحراف والتفكك الأسري ومختلف الآفات التي تنجم عن العوز والحرمان، وتدور أحداث حول أسرة فقيرة تعيش في مدينة الإسكندرية، بعد أن عرفت الأم “فاطمة” بحاجة ابنها الأصغر لغسيل أسبوعي للكلى مما يستلزم مصاريف باهظة، ولعدم قدرتها على تأمين الأموال، تسافر للتسول بالقاهرة بعيدا عن موطنها الأصلي ودون علم أسرتها، لكنها ما إن جمعت ما يلزمها حتى تكتشف وفاة الابن، فتقرر إنقاذ ابنتيها “شوق” و«عواطف” من الفقر، وتواصل التسول وجمع المزيد من الأموال. ويروي العمل السينمائي قصة الأم فاطمة المصابة بمس الجن، من كثرة ممارستها للشعوذة واستغلال ذلك في التأثير على الجيران والمعارف ظنا منها أن ذلك سيحميها وعائلتها من بطش الآخرين، لكن سرعان مما أصبح هذا الهوس حقيقة وأدى غيابها في كل مرة والتنقل إلى القاهرة للتسول، إلى انزلاق ابنتيها في وادي الانحراف، بعدما رفضت تزويج ابنتها شوق لحبيبها ابن الجيران... تتمرد الأختان وتبيعان شرفهما خاصة مع إهمال والدهما الذي يعمل اسكافيا في النهار ويدخل متأخرا ليلا بعد أن يأخذ قسطا وافرا من الخمر، ويبقى الحال على وضعه إلى أن جاء اليوم الذي التقت فيه فاطمة بشاب من أبناء حيها وقد كانت له مغامرة حميمية مع ابنتها شوق، فيفضحها في الحي كله. وفي مشهد حيث بلغت العقدة ذروتها، تواجه البنتان أمهما بحقيقتها المرة، رافعتين هذه المرة صوتهما عليها، معترفتين بأنهما باعتا شرفهما في الوقت الذي كانت هي تطلب الصدقة من الناس.. تذهب الأم فاطمة بعد أن غزتها هستيريا وغضب مرضي، إلى حائطها فتضرب رأسها عليه أمام مرأى شوق وعواطف حتى ينزف دمها وما تلبث حتى تموت. يشارك في هذا الفيلم الذي كتب له المخرج السيناريو، عدد من نجوم السينما المصرية مثل سوسن بدر وروبي وأحمد عزمي ومحمد رمضان إلى جانب دعاء ديما. مبعوثة “المساء” إلى وهران: دليلة مالك