أكدت الجزائر وإسبانيا، أول أمس، قناعتهما بأن حل الأزمة في مالي يكمن في إعادة إحلال السلامة الترابية والوحدة الوطنية والسيادة والنظام الدستوري بهذا البلد، معربتين في المقابل عن انشغالهما الكبير إزاء الأزمة السورية وعن مساندتهما التامة لمهمة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا من أجل إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة، كما جددتا بالمناسبة دعمهما لجهود الأممالمتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي عادل ونهائي لقضية الصحراء الغربية يرسخ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأكد البلدان في البيان المشترك الذي توج الدورة الخامسة للاجتماع رفيع المستوى بين الجزائر وإسبانيا أن الحل بالنسبة للأوضاع التي تعيشها مالي يجب أن يقوم على ثلاث ركائز رئيسية تتمثل في الجوانب "السياسية والإنسانية والأمنية". وعبر البلدان عن انشغالهما إزاء استمرار حالة عدم استقرار الوضع بمالي، لاسيما في شمال البلاد، مما يهدد حسبهما استقرار منطقة الساحل بأكملها، وجددتا في هذا الإطار دعمهما للائحتين 2071 و2085 لمجلس الأمن الأممي اللتين تحددان ملامح حل شامل للأزمة في مالي من خلال تحديد التهديدات التي تتمثل أساسا في الإرهاب والجريمة المنظمة. ودعا الطرفان إلى تبني مقاربة شاملة تحدد إطار حل سياسي يشمل كافة القوى التي تنبذ الإرهاب وتهديد السلامة الترابية لمالي، وأدانا بالناسبة اختطاف الرهائن وإطلاق سراح الإرهابيين المسجونين، معتبرين ذلك تهديدا للأمن والسلم والتنمية والحرية والحق في الحياة وأمن الأشخاص. كما دعا الطرفان إلى تعاون دولي أكثر فعالية وصرامة لمواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود والإرهاب واختطاف الرهائن والقرصنة والمتاجرة بالأشخاص والمتاجرة بالمخدرات وكل الجنح العابرة للحدود، معربين عن إرادتهما في مواصلة الجهود الرامية إلى دعم المفاوضات للتوصل إلى اتفاقية شاملة ضد الإرهاب ضمن الأممالمتحدة. وبخصوص مسألة الصحراء الغربية، جدد الطرفان دعمهما لجهود الأممالمتحدة "الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي عادل ونهائي ومقبول من الطرفين، ويرسخ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره في إطار ميثاق الأممالمتحدة وقراراتها ذات الصلة". كما جددا دعمهما الثابت لجهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الصحراء الغربية السيد كريستوفر روس والتزامهما بالمساهمة في العمل الذي قام به الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص وكذا بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو). وبشأن الأزمة السورية، عبرت الجزائر وإسبانيا عن انشغالهما البالغ إزاء تردي الأوضاع في هذا البلد وجددتا مساندتهما لمهمة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا السيد الأخضر الإبراهيمي من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة، وأعربتا في نفس الصدد عن "قلقهما أمام تدهور الوضع الإنساني وآثار هذه الأزمة الخطيرة على المنطقة"، داعيين إلى "نشر المساعدة الإنسانية قصد التخفيف من معاناة السكان المدنيين الذين مسهم النزاع". كما أكد الطرفان "ضرورة إيجاد حل عادل ودائم وشامل لنزاع الشرق الأوسط، وحثا المجتمع الدولي على "دعم الجهود الرامية إلى إصلاح الوضع الفلسطيني الصعب وترقية المصالحة بين الفلسطينيين وتسهيل إقامة دولة فلسطينية سيدة في إطار صيغة دولتين تعيشان جنبا لجنب على حدود آمنة ومعترف بها". واتفقت الجزائر وإسبانيا، من جانب آخر، على "مواصلة جهودهما المشتركة لترقية الحوار والتعاون بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، لاسيما من خلال دعم عمل الاتحاد الإفريقي لصالح السلم والاستقرار في إفريقيا ودعم النشاطات التي تمت مباشرتها في إطار مبادرة الشراكة الجديدة من اجل إفريقيا (نيباد)".