لأول مرة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، تبدو الحظوظ متساوية للتتويج بين كثير من المنتخبات المشاركة في دورة 2013، التي تحتضنها جنوب إفريقيا من 19 إلى 10 فيفري، إذ أن غياب فرق كبيرة مثل الكاميرون والسينغال ومصر صعبت على الملاحظين والاختصاصيين تحديد بدقة حظوظ المنتخبات الطامحة في رفع الكأس في نهاية هذه الدورة، التي سيتابع أطوارها ملايين من الأفارقة بصفة خاصة وملايين من العالم بصفة عامة، حيث كثيرا ما شكلت نكهة خاصة في عالم الكرة وموعدا مهما بالنسبة للذين يريدون اكتشاف نجوم جديدة تلهف كثير من الأندية لضمها إلى صفوفها، فضلا عن انها أصبحت تشكل للتقنيين فرصة كبيرة لتجريب الخطط التكتيكية الجديدة التي تعرفها كرة القدم العالمية. ويعد فريق كوت ديفوار، الوحيد من بين الفرق المتواجدة في جنوب إفريقيا، الذي يملك في تعداده كثيرا من اللاعبين المخضرمين على غرار ديديي دروغبا ويايا توري والأخوين كولو، الذين يراهن عليهم كثيرا المدرب صابري لاموشي لقيادة زملائهم نحو التتويج، ويقترب منه منتخب زامبيا الذي يقوده المدرب هيرفي رونار، حيث احتفظ هذا الأخير بأغلبية التعداد الذي نال به لقب الدورة السابقة، وبقليل منتخب غانا الذي لم يتوج منذ ثلاثة عقود ولا يزال يضم في صفوفه لاعبين نشطوا المباراة النهائية من دورة 2010 وفشلوا في نصف نهائي دورة 2012، مثل القائد أساموح جيان ووسط الميدان إمانوال اجيمانغ، بينما تأسف انصار المنتخب لغياب لاعب اولمبيك مرسيليا إييوو اندري الذي أقصاه المدرب كويسي أبياه بحجة رفضه الالتحاق في الوقت المحدد للتربص الذي كان مبرمجا بأبو ظبي، وقد احتج اللاعب على هذا القرار الذي اعتبره مجحفا في حقه كونه كان مصابا ولم تمكنه حالته من الالتحاق بالمنتخب، وقد تركت تشكيلة “بلاك استار” انطباعا كبيرا بعد انتصارها وديا أمام تونس (4-2) ومصر (3-0)، وستلعب غانا بمدينة بور إليزابيت ضمن المجموعة “ب” رفقة النيجر ومالي والكونغو الديمقراطية. ويأتي وراء كوت ديفوار وزامبيا وغانا من حيث الأهمية، كل من منتخب جنوب إفريقيا والجزائر، الأول جدد تعداده بنسبة كبيرة، لكنه يطمح الى نيل الكأس بالاعتماد على المساندة القوية لجماهيره، في حين أن “الخضر” يراهنون في هذا الموعد الإفريقي على روحهم الجماعية وعلى حنكة مدربهم وحيد حليلوزيتش، الذي يشكل حسب الاختصاصيين، نسبة خمسين في المائة من قوة المنتخب الجزائري. ولا يمكن أيضا الاستهانة بمنتخبات تونس ومالي ونيجيريا والمغرب، التي حضرت إلى جنوب إفريقيا بكثير من الطموح.