لأول مرة بعد سنوات طويلة، تستقبل العاصمة المولد النبوي الشريف في هدوء، بعيدا عن الألعاب النارية والمفرقعات التي ألفها الناس، حيث يكون البعض قد انتبه إلى هدوء الليالي التي تسبق المناسبة من طنين المفرقعات التي يتزود بها الأطفال والمراهقون بكميات كبيرة، ليسمع دويها حوالي أسبوعين قبل حلول ليلة المولد الشريف، ولكن يبدو أنه مع إحكام السلطات المعنية قبضتها على التجارة الموازية، لم يجد التجار الموسميون ما يُموّنون به تجارتهم في مناسبة المولد النبوي، مما يعرف ب«المحارق” التي كانت تغزو الطاولات كل مرة. ويمكن القول؛ إن هذا لا يصب فقط في خانة تنظيم التجارة، وإنما تنظيم الحياة في المدينة، من منطلق أن الحوادث التي تنجر عن مثل تلك الألعاب أكثر من المتعة التي تجلبها لأصحابها. وإن كان إحياء المولد النبوي في مجتمعنا قد التصق حقيقة بهذه الألعاب النارية لسنوات طوال، مما قد يغيب عن إحيائه هذه السنة نكهة خاصة كنا قد ألفناها منذ الصغر، إلا أن التأسيس لثقافة جديدة لأجيال صاعدة تحتفل بالمناسبة، بعيدا عن إلحاق الضرر بنفسها، بغيرها وبمحيطها يستحق فعلا التنويه والإقرار، أخيرا، بأن إحياء مولد خير البرية قد عاد إلى نطاقه الحقيقي، والأكيد أن استمرار مثل هذه المبادرات سيعيد القافلة إلى مسارها الطبيعي، ليس فقط في المناسبات، وإنما في الحياة الاجتماعية ككل..