" فوبياء المفرقعات " تنغص فرحة النساء والفتيات بالمولد النبوي حوادث طريفة و أخرى حزينة يقيّدها سجل الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف التي تسببت طريقة الاحتفاء به الذي تطبعه فوضوية استعمال المفرقعات في إصابة عدد كبير من الأشخاص و النساء على وجه الخصوص ب"فوبيا المفرقعات" لدرجة تضطرهن إلى حبس أنفسهن في البيت إلى غاية مرور المناسبة. عكس الذكور الذين يفرحون بقدوم المولد النبوي الشريف ، تصاب الكثير من النساء بحالة توتر و قلق مع سماعهن أول دوي للمفرقعات، و غالبا ما يكون هذا الخوف من المفرقعات الذي أصبح لدى البعض بمثابة خوف مرضي"فوبيا" ناجم عن حوادث عشنها من قبل أو سمعن عنها، و هذه بعض شهادات نساء يخشين المرقعات لحد الإختباء و عدم مغادرة البيت طيلة فترة الاحتفال و لو كان ذلك على حساب مردودهن المهني.- ز. صونيا أستاذة رياضيات قالت أن خبر العطلة التي خصصتها وزارة التربية و التعليم للتلاميذ هذه الأيام و إلى غاية يوم الأربعاء أسعدها كثيرا لأنها لم تضطر إلى أخذ إجازة مرضية مثلما جرت العادة مع اقتراب مناسبة المولد النبوي الشريف كل سنة، لشدة رعبها من المفرقعات و عدم تحملها لدويها حتى لو كان بعيدا عنها بعدة أمتار. و أسرت بأن مصدر خوفها هذا ناجم عن إصابتها بحروق على مستوى الرقبة عندما كانت طالبة بالثانوية، عندما قام أحد زملائها برشقها بمفرقعة كانت تعرف حينها باسم"دوبل ماش" و التي التصقت بياقة قميصها الصوفي فتسببت في حروق بسيطة لكن آثار الخوف بقيت حتى يومنا هذا حسبها لأنها لم تنجح في التخلص من خوفها و تصرخ كلما سمعت دوي مفرقعات حتى لو كانت بعيدة.و تتذكر منيرة طالبة بمعهد اللغات مصدر خوفها الدائم من المفرقعات و سردت قائلة:" كنت أتجول بالشارع عام 2000و تفاجأت بمجموعة من الشباب بحي بلوزداد"سان جان"و هم يصرخون كأنهم يستعدون لحرب ضروس ، و ما إن مررت بجانبهم حتى رشقوني بما يقارب سبع مفرقعات في لحظة واحدة فقدت حينها الوعي و عانيت من الصداع و الطنين طيلة أيام، و لم أتخلص من هذا الكابوس إلى يومنا هذا، حيث أرفض الخروج بمفردي دون صحبة والدي أو شقيقي".سميرة التي تسببت في حرق غرفة جدتها بلعبة "لاجاكس" اعترفت بأن خوفها من المفرقعات كان وراء حرق بيتها الكائن بحي "السيلوك"قدور بومدوس ، حيث قام أحد أبناء الجيران برشقها من الشرفة العلوية بمفرقعة فحاولت الدخول بسرعة إلى الداخل بينما كانت تلعب ب"لاجاكس"فالتوت قدمها في الستار الطويل و شب الحريق بسرعة كبيرة لاحتواء قماش الستار على مادة "النايلون" و لولا تدخل أفراد العائلة و الجيران لإخماد ألسنة النار لكان البيت حرق عن آخره كما قالت، و أضافت و هي ترينا أثر الحروق على يديها " أصبت بحروق من الدرجة الثانية و أنا أحاول إطفاء النار و منذ ذلك اليوم لم أقترب من الألعاب النارية مهما كان نوعها بل أكثر من ذلك أرفض أن أراها في البيت و في أيدي أطفالي ".و روت عبلة ،ممثلة تجارية بإحدى المؤسسات الأجنبية المختصة في الأدوية بأن طيش أحد الشباب كاد يفقدها السيطرة على مقود السيارة، حيث رشقها بمفرقعة أصابتها بذعر ، فتركت المقود لولا زميلتها التي كانت بجانبها التي أخذت زمام الأمور . و قالت أنها اليوم لا تترك نوافذ السيارة مفتوحة أبدا في مثل هذه المناسبات.و يرى المختصون النفسانيون أن الخوف من المفرقعات قد يتحوّل إلى خوف مرضي إذا لم يتخلص ضحايا الحوادث الناجمة عنها من آثارها، لا سيما تلك المصحوبة بأعراض متنوعة ، كالشلل المؤقت و تصاعد ضربات القلب و حالات الإغماء و غيرها من ردود الفعل التي قد تكون لها مضاعفات خطيرة على حياة المصاب.