دعت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة السيدة نوارة جعفر الى وضع استراتيجية وطنية لحماية المرأة من العنف داخل الأسرة في إطار المخطط الوطني لحماية المرأة من العنف مع حماية الأشخاص المسنين. كما تطرقت الى قانون حماية الطفولة الذي سيعرض قريبا على البرلمان للمصادقة عليه وذلك خلال فعاليات اليوم الدراسي حول الانسجام الأسري بمناسبة اليوم العالمي للأسرة المصادف ل 15 ماي، والذي يشارك فيه بعض ممثلي المجتمع المدني. وتحدثت الوزيرة عن الانعكاسات السلبية للعشرية السوداء على سلوكيات ونفسية المواطن الجزائري بفعل العنف الذي انعكس سلبا على الأسرة الجزائرية، حيث أظهرت دراسة أجرتها الوزارة مؤخرا على 4000 امرأة أن 2 من 10 منهن تتعرضن لمختلف أنواع العنف في حين وصل العنف اللفظي الى أعلى مستوياته. وأشارت الى ضرورة حسن معاملة الطفل داخل محيطه الأسري مضيفة أنه من حق الدولة عن طريق القضاء التدخل لحماية الطفل اذا كان يعاني من المعاملة القاسية، حيث يأخذ القاضي الطفل من الأسرة التي تعنفه الى بيئة تحميه أكثر قد تكون من محيطه الأسري، كبيت الخالة أو العمة أو أحد المراكز. وأضافت الوزيرة أن المخطط الوطني الخاص بالطفولة الممتد حتى سنة 2015، سيتم من خلاله ضمان العناية الصحية للطفل وخصوصا الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وضمان التمدرس لكل الأطفال وخصوصا أبناء البدو الرحل من خلال بناء مدارس ابتدائية، متوسطات وثانويات داخلية، لكن بالمقابل تأسفت لانعدام ثقافة التبليغ عن حوداث العنف قائلة: "نحن لا نملك ثقافة التبليغ والشكوى وهذا الأمر يضاعف للأسف من العنف". وشدّد جل المتدخلين من ممثلي المجتمع المدني على أسباب تصاعد العنف داخل الأسرة وهي عموما المصاعب الاقتصادية والاجتماعية والسياسة. وأشارت ممثلة جمعية راشدة الى وجود 40 امرأة و45 طفلا بمركز التكوين والمساعدة مؤكدة على ضرورة رفع المنحة الخاصة بالطفل ضحية الطلاق والتي اعتبرتها زهيدة جدا ولا تخدم متطلباته. في حين اقترحت السيدة بوقطاية من جمعية مساعدة ودعم الأشخاص المسنين فتح مراكز يطلق عليها اسم "دار العائلة" لاحتضان المرأة المطلقة وأبنائها وتعليمها كيفية الاعتماد على النفس من خلال العمل. وأشارت السيدة بن عبد الرحمان من شبكة وسيلة لحماية حقوق الطفولة الى وجود كم هائل من الاتصالات مع مركز الإصغاء الذي انطلق في الفاتح من جانفي الماضي والذي استقبل 5014 اتصال من نساء و100 اتصال من رجال تمحورت أغلبها حول العنف، الطلاق، الاعتداء الجنسي.