تتحول الأسواق بعد انقضاء يوم عمل إلى مكان للفضلات والأوساخ التي خلفها الجميع، بعد رحلة غدو ورواح لاقتناء الحاجيات من خضر وفواكه ومستلزمات أخرى، والواقف على المشهد يمكنه التأكد من المخاطر الصحية والبيئية المترتبة عن ذلك، لأن الصورة يومية ولكم ان تتأكدوا بعيد انتهاء الأسواق الشعبية التي تستمر في الغالب من ساعات النهار الأولى إلى الزوال! يرى بعض الملاحظين أن رمي المخلفات له علاقة بالمكان وبالإنسان على السواء، بل ان هذا السلوك المشين يعبر حقيقة عن انتماء الشخص لمجتمعه من عدمه، هذا ما يجعلنا نعتقد ان الذهنية السائدة لدى البعض عندنا والقائمة على عبارة ”تخطي راسي” تجعله في الحقيقة يضع نفسه في ”اللامكان”، لأن الفرد ينفعل ويتفاعل وسط مجتمعه، علما ان ترك النفايات والفضلات في الأسواق أو حتى في المنتزهات والحدائق وغيرها كثيرا ما يكون إراديا، فلماذا تخلف الفضلات بالرغم من ان الحفاظ على المحيط مهمة تبدأ في الأساس بالمواطن وتنتهي عنده؟ نعتقد أن القيام بدورات توعوية وتحسيسية مستمرة لرد الجميل للبيئة والاهتمام بها، أكثر من ضرورة لأنها بمثابة المنزل الثاني مهمة للغاية، ولكن الأهم هو اقتناع المواطن بأهمية ان ينبع الوعي لديه ومن داخله، وعليه أن يتعلم وضع كل شيء في مكانه، لأنه مهما عملت الجهات الوصية على النظافة فإنها قطعا تحتاج إلى التعاون مع المجتمع المدني، فمن المستحيل أن تتمكن لوحدها الحد من هذه الظاهرة..