من السلوكات المخزية لبعض المواطنين، سرقة حاويات القمامة لاستعمالها في تخزين المياه بالبيوت، وهو الأمر الذي اشتكى منه بعض رؤساء البلديات والأمناء العامين عند طرح الأسئلة المتعلقة بواقع النظافة في بلدياتهم، وأنه فعلا أمر يدعو للخجل، حيث اضطر هؤلاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السرقة، بتعريض الحاويات للثقب. فعند تحليلنا لهذا الأمر المخزي، نلاحظ أننا أمام سلوكين؛ أحدهما غير حضاري، والثاني مشين ومهين، وهو فعل السرقة الذي يحرمه الدين الإسلامي الحنيف، وكذا الأذى الذي يلحق بالآخرين بفعل هذه السرقة، كون الزبالة - حشاكم - ستبقى على الطرقات، تزكم أنوف المارة من سكان الحي وزوار المكان الذين سيأخدون نظرة سلبية عن المكان الذي تتوقف في شوارعه ومواقفه سيارات فارهة، تشير إلى الرقي والغنى الذي يتمتع به بعض سكان ذلك الحي، وهو الأمر الذي يعكس تناقضا مريبا بين صورة العيش في الرغد وحتى البساطة والطمع في أخد حق العامة! وللأسف حاوية قمامة!! وهنا أتساءل؛ ألا يخجل سارقها من مشاهدتها كل يوم في بيته وأكياس القمامة تقابله هنا وهناك، أليس هذا نوع من الاعتداء على الآخرين ... نعم، غالبا ما نمارس سلوكات سلبية نظن أنها تخصنا، ولكنها للأسف تسبب متاعب للآخرين، وعلى رأسهم رجال النظافة الذين يحملون الأكياس بما حوت من زجاج يدمي اليدين، وروائح كريهة تسد النفس وتسبب الغثيان وغيرها، فحبذا لو عملنا على احترام ذواتنا وغيرنا، لأن في سرقة الحاويات اعتداء على الجيران وعمال النظافة والمحيط أيضا.