لم يبق للأحياء الراقية بوهران وبكبرى المدن بالبلاد في يومنا هذا سوى الإسم فقط.. فلا حي النخيل ولا مطلع الفجر ولا كاسطور، أماكن تتميّز عن غيرها من »خشش« الدرب وسيدي الهواري والمدينة الجديدة.. وما يفرق بين هاته وتلك سوى الفيلات والبنايات الفردية، عكس الثانية التي تضم في أغلبها أحواشا ومباني قديمة وأخرى آيلة للسقوط بجوار الأطلال... لأنه وببساطة الأوساخ والقاذورات أضحت وصمة عار بهذه الأحياء.. لا سيما الراقية التي كثيرا ما كان يضرب بها المثل في النظافة والهدوء، حيث باتت القمامة ديكورها اليومي.. وتكفي فقط جولة خفيفة بها لتقف على حجم التدهور الذي وصلت إليه ، قمامة بالزوايا وأكياس زرقاء وسوداء و»غوز بون بون« مترامية بالشوارع هنا وهناك وكأن الأمر لا يعني قاطني هذه الفيلات الفاخرة الذين لم يكلفوا أنفسهم إقتناء حاويات لجمع »وسخهم« ولا حتى إحترام مواعيد جمع القمامة من قبل من يصفونهم ب »الزبّالة«.