تعاني فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من التهميش داخل المجتمع من كل النواحي، حسبما يؤكده القائمون على هذا المجال من جهة، والمعاقون أنفسهم عند الحديث إليهم، من جهة أخرى. ولكن الأمر ازداد حدة في السنوات الأخيرة، مما عقد وضعية هذه الفئة، وجعلها تسترزق من طلب الحسنة وتعيش في عزلة نفسية واجتماعية أقل ما يقال عنها إنها قاسية للغاية. هذه الوضعية دفعت بالعديد إلى امتهان التسول. كما أن هذه الفئة تواجه العنف اللفظي كسيناريو يتكرر كل يوم، كأن يسمع أولياء طفل معاق حركيا أنواعا من قلة الاحترام من بعض أولياء الأطفال الأسوياء بداعي عدم الجمع بين الفئتين في قاعة واحدة. ويحضرني هنا موقف لأم وجدت طفلتها بأحد الأماكن، تجلس إلى جانب أطفال معاقين حركيا وذهنيا في نفس الفضاء لتعلم مهارات، فصرخت الأم في وجه إحدى المربيات قائلة؛ إنه لا يجوز خلط الأطفال الأسوياء مع المعاقين، وهذا أمام مسمع أمهات أخريات، فمن المعاق هنا؟ هل هم الأطفال الجالسون بالقرب من تلك البنت أم تلك الأم التي هي قصيرة التفكير والنظر؟ فالسوي اليوم قد يعاق غدا والعكس.. هذا واحد من المشاهد التي تحمل إيلاما ونظرة الازدراء والسخرية تجاه المعاق، في الوقت الذي ندعو فيه دائما إلى تسهيل اندماج هذه الفئة في المجتمع، وهذا من أبسط حقوقها، فمتى يتم رفع الحواجز لاندماج أحسن للمعاق في بيئته، محيطه وحياته الاجتماعية عموما؟