يبدو أن الأمور حسمت داخل بيت مولودية قسنطينة، وأضحى السقوط إلى قسم الهواة أمر لا مفر منه، في ظل تضييع الفرص العديدة التي أتيحت لزملاء بورقعة للتدارك والابتعاد عن منطقة الخطر، وآخر هذه الفرص كانت ضد جمعية وهران التي تنقلت إلى قسنطينة لحساب الجولة 24 من بطولة الرابطة المحترفة الثانية، حيث استطاع الفريق الضيف، الذي جاء للعب المقابلة دون هدف محدد، أن يفوت فرصة من ذهب على أصحاب الأرض، بعدما منعهم من الحصول على النقاط الثلاث وتقاسم معهم نقطة التعادل التي ساهمت في غرق سفينة أشبال يوسف مشهود. واقتنع أنصار الموك عقب هذا اللقاء، أنّ فريقهم أصبح قاب قوسين في قسم الهواة لأول مرة مند تأسيس النادي سنة 1939، واعترف مدرب فئة الأشبال أحمد قربوعة، (الذي سبق له وأن قاد الفريق في عدد من الجولات خلال إضراب الأكابر)، أن الموك فقد حظوظه في البقاء، مرجعا ذلك إلى المحيط المتعفن الذي أوصل الفريق إلى هذه الوضعية، زيادة على محدودية اللاعبين الذين ظهروا دون مستوى تطلعات الأنصار. وذهب مدرب الموك أبعد من ذلك في وصف اللاعبين، عندما قال إنهم لا يستحقون حمل ألوان المولودية التي تعد من أعرق الفرق الجزائرية وصاحبة التاريخ الكبير، حيث يكفيها فخرا أنها نالت لقب بطولة الشرق قبل الاستقلال وبالتحديد موسمي 1939 و1948، كما نالت لقب البطولة الوطنية سنة 1991، وكانت وصيفة البطل موسمي 1974 و1999، وصاحبة المركز الثالث في البطولة موسمي 2000 و2001، فضلا عن أنها نشطت نهائي كأس الجزائر سنوات 1994، 1974 و1975، وشارك الفريق في منافسة كأس شمال إفريقيا قبل الاستقلال 5 مرات كاملة ووصل فيه إلى النهائي سنة 1948، وشارك أيضا في كأس المغرب العربي بعد الاستقلال من خلال تنشيطه للمقابلة النهائية سنة 1972 دون نسيان وصوله إلى الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الكؤوس الإفريقية سنة 1977، والدور ربع النهائي في منافسة كأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1992 ونفس الدور من منافسة كأس الكاف سنة 2001. وحسب المتتبعين للشأن الكروي القسنطيني، فإن تنقل الموك إلى سعيدة لحساب الجولة الخامسة والعشرين، سيكون تنقلا شكليا بالنظر إلى صعوبة المأمورية في العودة بنتيجة الفوز، بعد إهدار الفرصة الكبيرة داخل الديار، وعدم الاستفادة من إخفاقات الفرق المعنية بالسقوط، ورغم أن فريق سعيدة معني هو الآخر بمشاكل كبيرة، إلا أنّ أبناء شباب قسنطينة لن يستطيعوا حسب المتتبعين رفع التحدي والعودة بنتيجة إيجابية، في ظل الروح الانهزامية التي أصبحت سائدة داخل الإدارة التي فرطت في جزءا كبير من دورها وحتى تجاه اللاعبين اللذين لم يتقاضوا أجورهم مند مدة، ويتحمل جزء من المسؤولية أيضا أبناء الفريق ومحبيه الذين تركوا السفينة تسير إلى وجهة مجهولة دون التدخل لمد يد المساعدة.