حالة غريبة عمّت الفن وأهله واستوجبت الوقوف عندها لتحليلها لكونها “فوبيا”. والفوبيا في علم النفس مرحلة متطورة من الخوف المتواصل والشديد وغير المعقول من شيء ما أو موقف معيَّن. الفوبيا التي أصابت فناني العالم بأسره في هذا العصر هي الخوف من قرصنة إنتاجهم، فكلّما اتصلت كصحفي بفنان لتسأله عن الجديد تكتّم عن الموضوع نهائيا وأعلنها صراحة بأنه صار يخشى التصريح للصحافة عن مشاريعه؛ خشية أن تُسرق أو أن تنفَّذ بطريقة مسيئة! القرصنة بالفعل باتت ظاهرة منتشرة وبكثرة، لكن الغريب أنّ أغلب المطربين الذين أصيبوا بفوبيا القرصنة هم أيضا يلجأون للإنترنيت لاستنساخ أعمال ربّما لم تصدر بعد، وهذا ما يفسّر الكم الهائل من القضايا المتواجدة بالمحاكم المطالبة باسترجاع حق ملكية الإنتاج لأصحابها، فتوسع وانتشار الأخبار والأعمال بفضل التقدم التكنولوجي الحاصل في السنوات الأخيرة والذي أدى إلى استحداث وسائل جديدة لنشر الإبداعات بشتى وسائل الاتصال العالمية، مثل البث عبر الساتل أو الأقراص المدمجة وتوزيع المصنفات عبر شبكة إنترنت، لايزال يثير استفسارات كثيرة متعلقة بشأن القرصنة وحق المؤلف الأصلي والمنتج والمطرب؛ فاللجوء إلى المصنفات الإبداعية أو الانتفاع بها على شبكة الإنترنت أو شبكات رقمية أخرى دون وجه حق، بات فعلا ظاهرة تستوجب الحد من نتائجها المدمرة للإبداع والمبدعين الحقيقيين لا المزيَّفين.....