تميز العيد العالمي للشجرة هذه السنة، بحملات تشجير واسعة سمحت بغرس ملايين الشجيرات بمختلف مناطق الوطن، بالإضافة إلى تنظيم ندوات ومحاضرات للتحسيس بأهمية التشجير للحفاظ على البيئة، من خلال حماية الغابات نظرا للدور الذي تلعبه الأشجار في توازن المناخ. بادرت عدة ولايات من الوطن، أول أمس، بمناسبة عيد الشجرة، بحملات تشجير شاركت فيها عدة هيئات، كتلك التي عرفتها ولاية قسنطينة والتي قام خلالها عناصر الجمارك الجزائرية بالتنسيق مع الأمن الوطني بغرس آلاف الأشجار من مختلف الأنواع، مثل الكاليتوس التي غرست منها 5 آلاف شجيرة، بالإضافة إلى شجيرات أخرى من نوع الدردار، والتوت. كما عرفت ولايات أخرى من شرق البلاد غرس مئات الآلاف من الشجيرات، فبولاية باتنة مثلا تم غرس أكثر من 200 ألف شجيرة عبر مجموع بلدياتها. كما تم بالمناسبة تنظيم عملية مماثلة، تضمنت غرس أكثر من 2500 شجيرة بولاية سوق أهراس على مساحة 3 هكتارات. وتميز إحياء هذا اليوم بولاية الطارف، بتنظيم سلسلة من الندوات بدار الشباب، أحمد بتشين، خصصت لمكافحة الاستصلاح غير القانوني للأراضي وانعكاساته السلبية على التربة. أما بغرب الوطن، وبولاية تيسمسيلت، فتم غرس أزيد من 3,5 مليون شجيرة من مختلف الأصناف، توزعت على مساحة 5118 هكتارا، منها 2143 هكتارا في إطار أشغال جديدة و520 هكتارا ضمن إعادة التشجير و2019 هكتارا من الأشجار المثمرة المقاومة، على غرار الزيتون واللوز و436 هكتارا من الشجيرات الرعوية الجافة. وللتذكير، فإن الثروة الغابية للجزائر تمثل 11 بالمائة من المساحة الإجمالية، لذا تولي بلادنا اهتماما كبيرا لحماية هذه الثروة وتعزيزها من خلال عمليات التشجير التي أضحت صفة حميدة تقوم بها باستمرا،. لذا فإنّ برنامج غرس أكثر من مليون هكتار من الأشجار الذي انطلق في سنة 1990، ليس إلا جزئيا بالنظر إلى الطاقة الغابية التي تزخر بها الجزائر والمقدرة ب4,2 مليون هكتار. كما تجدر الإشارة، إلى أن عمليات إعادة التشجير في الجزائر تهدف أولا إلى المحافظة وإعادة الاعتبار لأنواع الغابات المهددة مثل الفلين، لوز البربر، والبلوط، إضافة إلى أنواع أخرى خاصة بالمناطق السهبية منها الحلفاء، زيادة على حماية الموارد الطبيعية والماء والأرض أيضا.