انطلقت، أمس، بفندق الشيراطون بالعاصمة، أشغال الملتقى الدولي: "الجاليات الجزائرية في الخارج وقضاياها الدينية والاجتماعية والثقافية"، الذي أشرف على تنظيمه المجلس الاسلامي الأعلى تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية، وبحضور السيد كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، الدكتور بلقاسم ساحلي، ونخبة من الأساتذة والباحثين من داخل الوطن وخارجه ويستمر الملتقى إلى 27 مارس الجاري. وأعرب السيد ساحلي في افتتاح أشغال الملتقى عن سعادته بتخصيص المجلس الاسلامي الأعلى موضوع الملتقى للجاليات الجزائرية في الخارج وتسليط الضوء على قضاياها الدينية والاجتماعية والثقافية. وتطرق كاتب الدولة لانشغالات الجزائريين الموزعين عبر أنحاء العالم، حسب الأوساط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يعيشونها في مواطن إقامتهم، حيث أكد على الارتباط الوثيق بين الجالية الجزائرية ووطنها الأم. كما استعرض الدكتور بلقاسم ساحلي تاريخ الهجرة، مذكرا بالموجات الأولى لمهاجرينا التي ظهرت مع بداية الحقبة الاستعمارية وأنواع الهجرة التي تطورت عبر الحقب الزمنية من هجرة فردية من أجل العمل إلى هجرة عائلية، ثم نوعية، حيث أصبحت تضم الكفاءات الوطنية من جامعيين ومهندسين وأطباء. وتطرق كاتب الدولة إلى البعد الديني للحركة الجمعوية لأبناء جاليتنا، وكذا العنصر الاقتصادي والثقافي. كما أكد كاتب الدولة أن اهتمام السلطات العمومية بجاليتنا اهتمام استراتيجي يتماشى مع توجيهات رئيس الجمهورية الذي يولي جاليتنا رعاية خاصة. أما الدكتور بوعمران الشيخ، رئيس المجلس الاسلامي الأعلى، فألقى كلمة مقتضبة رحب فيها بالضيوف والمشاركين في الملتقى، لتبدأ الأشغال بمحاضرة ألقاها الدكتور قاسي عز الدين الأستاذ بالمدرسة العليا للفيزياء بليون (فرنسا) تحت عنوان "مستقبل الجالية الاسلامية في الغرب على ضوء المتغيرات الدولية" استعرض فيها التركيبات الاجتماعية وتطور الجالية من جالية إلى أقلية، متطرقا إلى المؤسسات كالمساجد والمراكز الاسلامية وبرامج التعليم والتربية والتعليم الديني والتواصل الاعلامي، بالإضافة إلى دور الاعلام الغربي في التشويه والتشويش. كما ألقيت محاضرات من طرف كل من الدكتور محمد جادي أستاذ التاريخ بمدينة نيس الفرنسية، والأستاذ عيسى بونقاب رئيس دار الثقافة الاسلامية بميلانو (إيطاليا) والدكتور إبراهيم بن يوسف من مونريال بكندا والدكتورة مفيدة بلهامل من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، والأستاذ الطيب ولد لعروسي مدير مكتبة معهد العالم الاسلامي، وقد تم تخصيص الفترة المسائية للورشات العلمية. وللتذكير، ستتواصل أشغال الملتقى هذا اليوم بعدة محاضرات وتدخلات تستعرض واقع وآفاق جاليتنا بالمهجر يلقيها أساتذة من إيطاليا وفرنسا ومن الجامعات الجزائرية.