تتجدد اليوم مواجهات الغريمين مولودية وهران ووداد تلمسان في منافسة كأس الجمهورية، حيث شاءت القرعة أن يلتقيا في الدور ربع النهائي، والمولودية هي المستضيفة فوق أرضية ملعب بوعقل. سوتأتي هذه المواجهة المتجددة بين الجارين وهما يمران بفترة حرجة في البطولة الاحترافية الأولى، حيث يحتلان الصفوف الخلفية في لائحة الترتيب ويلهثان بكل قواهما من أجل النجاة من مقصلة السقوط، وهما إذ يعطيان الأفضلية للبطولة، فإنهما يرغبان في إنقاذ موسمهما بكأس، ولا يخفى على المتتبعين لمشوار هذه المنافسة، التجربة التي يختزنها الفريقان فيها، خاصة المولودية التي تنفرد بحضور دائم في الأدوارالمتقدمة، وحيازتها أربع كؤوس وتريد إضافة الخامسة إلى خزانتها، خاصة وأن الحظ يحالفها لحد الآن باستقبالها لكل خصومها فوق ميدان الحبيب بوعقل، وحتى وإن أقصت الوداد التلمساني، فإن لقاء الدور نصف النهائي ستجريه في نفس الملعب ضد اتحاد العاصمة، لكن الوصول إلى تلك المحطة التي تعد حلم الجميع، يتطلب استعدادا موازيا لأهمية الرهان، ومولودية وهران دخلت في تحضير جدي منذ الاستئناف، وقد استغل مدربها سيد أحمد سليماني فترة الراحة لبرمجة لقائين وديين تحضيريين، الأول كان تطبيقيا ضد فريق الآمال، والثاني ضد جمعية مغنية فاز به ”الحمراوة” بثلاثية، وهذا حتى يأخذ فكرة واضحة عن التشكيلة الأساسية التي ستناط لها مهمة الدفاع عن ألوان الفريق أمام التلمسانيين، والأكيد أنه سيجبرعلى إحداث بعض التغييرات في ظل بعض الغيايات، خاصة في الدفاع، حيث سيستدعى مازاري كي يشكل مع زيدان محور الدفاع في غياب بلعباس، وقد يدفع بابن طالب – الذي هو في الأصل لاعب وسط – إلى الرواق الأيمن الدفاعي، وبراجة أو لعياطي أو بورزامة أو أشيو إلى الرواق الأيسر تعويضا لسنوسي المعاقب، وكان المحنك أشيو قد أكد أنه في متناول مدربه ومستعد اللعب في أي منصب سيختاره له. ويبقى خط الوسط، مبعث اطمئنان المدرب سليماني، الذي يبحث في مثل هذه المواجهات عن مشكلين له من ذوي الميل الهجومي لحسمها، وسيجده بالتأكيد في اللاعبين سباح، داغولو، عواد وبومشرة، لذا يحتمل جدا أن يجدد ثقته في هذا الرباعي، أما في الهجوم فعينه على الثنائي بن يطو، الذي أبان عن قدرات هجومية فعالة، جعلت منه هداف الفريق، وفي منافسة الكأس بالتحديد، حيث وقع في كل مبارياتها بداية بلقاء شبيبة سكيكدة، والشاب كوريبة الذي يعول عليه المدرب سليماني لزعزعة الخط الخلفي لوداد تلمسان، لما يتمتع به من إمكانيات بدنية كبيرة وفعالية في الكرات الرأسية. وعموما، فإن المدرب سليماني - الذي قال عنه التلمسانيون، أنه هو الخطر الحقيقي على فريقهم، لأنه استطاع أن يبعث الحيوية في مولودية وهران منذ مجيئه إليها - يريد إعادة سيناريو أولمبي الشلف بالفوز على الوداد، والتأهل إلى الدور نصف النهائي ومقابلة اتحاد العاصمة، بل إنه ذهب بعيدا وأظهر ثقة كبيرة، عندما صرح بأنه إذا فاز على الوداد فعلى ”الحمراوة ” إقامة الأفراح ببلوغ نهائي كأس الجمهورية، دون اعتبار منه لوجود وقيمة فريق ”سوسطارة”، لكن لاعبه مازاري يبقى رزينا وواقعيا، ويرى أن مأمورية المولودية ضد ”فريق الزيانيين” ليست بالسهولة التي يتوقعها كثيرون، وصرح بخصوص لقاء اليوم ” ينتظرنا داربي قوي ضد تلمسان للوضعية الصعبة التي يتواجد فيها الفريقان، لكن نحن عازمون على الفوز والمرور إلى الدور نصف النهائي، وسنسعى إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لمصلحتنا، حتى نحقق هدفنا”. مضيفا :« نحن واعون بأهمية هذا اللقاء، لذا قمنا بتحضيرات جيدة، وليس لنا من خيار آخر غير الفوز، حتى نتصالح مع أنصارنا، وما يحفزنا كثيرا الجو الأخوي السائد داخل الفريق ومعنوياتنا مرتفعة، فقد نسينا هزيمتنا الأخيرة في البطولة الوطنية ضد مولودية الجزائر، وبالنسبة لتأخير موعد اللقاء فلم ولن يؤثر فينا إطلاقا”.
الوداد يكسب نهائيين ويصبح عقدة للمولودية بالرجوع إلى الوراء، وإلقاء إطلالة قصيرة على مواجهات فريقي مولودية وهران ووداد تلمسان في منافسة السيدة الكأس، نجد أنهما التقيا ثلاث مرات في أدوار متقدمة، مرتين في النهائي، وكانت دائما الغلبة للتلمسانيين، وحق بذلك أن يلقبوا ب«الحصان الأسود” للوهرانيين، فالنهائي الأول جرى سنة 1998 بملعب 5 جويلية، وفاز به الوداد بهدف دون مقابل سجله صانع ألعابه علي دحلب، الذي باغت الحارس الشاب آنذاك عبد الكريم صاولة بكرة أرضية قوية مخادعة أمام مرأى الرئيس الراحل للمولودية قاسم بليمام، أما النهائي الثاني فجرى بملعب 19 ماي بعنابة، وفاز به أيضا الوداد بهدف وحيد من توقيع مهاجمه بن طواف، وكان ذلك في عهد الرئيس الحالي للنادي الهاوي لمولودية وهران يوسف جباري. أما اللقاء الثالث الذي جمع الغريمين التقليدين في دور متقدم من كأس الجمهورية، فاحتضنه ملعب 24 فبراير بمدينة سيدي بلعباس، وكان برسم الدور ثمن النهائي، وفيه ثأر الوهرانيون من التلمسانيين بهدف بن زرقة الشيخ، وأمام ما يربو عن 50 الف متفرج، 30 ألفا منهم ”حمراوة”.