يستقطب متحف جبرين بولاية ايليزي، من خلال الزيارات الموجهة التي ينظمها ديوان الحظيرة الوطنية للطاسيلي، جمهورا كبيرا جاء لاكتشاف جانبا من التراث الثقافي العريق، ذي القيمة التاريخية العالمية الذي تشتهر به منطقة الطاسيلي. وتسمح هذه الزيارات المنظمة في إطار إحياء شهر التراث، بالتعرف عن قرب على المواقع الأثرية والسياحية الواقعة بهذا المتحف الطبيعي المفتوح، ومنها مواقع "سفار" و"جبرين" و"تامغيت"، وهي المواقع التي تتركز بها النقوش الصخرية والرسوم الفنية، التي تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ. كما أن مثل هذه المبادرة تساهم حسب مسؤولي ديوان الحظيرة الوطنية للطاسيلي، في توعية المواطنين و تلاميذ المدارس ومختلف الشركاء، بأهمية المحافظة على هذا التراث المرتبط بالهوية الوطنية وذي البعد الإنساني، ويكتشف المتجول بمتحف جبرين، نماذج من القطع الأثرية لحضارة إنسانية تعود إلى أكثر من مليوني سنة، كما يحتوي المتحف أيضا على مواقع أثرية تعود إلى حقب حضارية تعاقبت بهذه الجهة. ويمتد متحف جبرين الذي دشن سنة 2002 - وأخذ اسمه عن إسم دليل ترقي مشهور بالمنطقة توفي في فيفري 1981 - على مساحة 500 متر مربع، ويتكون من ثلاث قاعات للعرض، منها قاعة لعرض تحف تعود إلى حقب تاريخية مختلفة وأخرى للآثار الجنائزية والفنون القديمة ولوحات لنقوش تروي مشاهد من الحياة اليومية لسكان المنطقة. وتحتوي القاعة الثالثة للمتحف على تحف قديمة تروي صور من الحياة اليومية للسكان الأوائل لهذه المنطقة، الذين كانوا يرتدون ملابس جلدية. كما توجد بها تحف أخرى حول تربية وصيد الحيوانات في العهود القديمة. ويقام على هامش هذه التظاهرة الثقافية، العديد من الأنشطة الفنية المتنوعة، منها معرض للصناعات التقليدية التي تشتهر بها منطقة الطاسيلي، كما تشهد متاحف برج الحواس وإيليزي عاصمة الولاية نشاطات مماثلة. (و.أ.ج)