«النفس» هو عنوان أول حفل غنائي أوبرالي باللغة العربية في العالم، سيُعرض سهرة الأحد المقبل بالمسرح الوطني الجزائري «محيي الدين بشطارزي»، حيث سيكون للجمهور الجزائري شرف اكتشاف فن الأوبرا مغناةً باللغة العربية، قام بتأليفه الفنان الجزائري طارق بن ورقة. «النفس» هو عمل عالمي وطموح يغنَّى باللغة العربية، وهي سابقة في فن الأوبيرا في العالم، إذ سيكون للجزائر شرف ولوج هذا الفضاء بلمستها العربية، من خلال مبدعها طارق بن ورقة، فهو إبداع جديد وفريد من نوعه، يترجم تراجيديا كبيرة، ويدور موضوعها حول الغفران، ويدوم العمل ساعتين ونصف ساعة من الزمن مقسَّم على مشهدين، مدة كل واحد منه ساعة وربع ساعة. ويمثل العمل لقاء الشرق والغرب في تركيبة من المؤثرات الرومانسية الكلاسيكية والسيمفونية، إذ يُعتبر طارق بن ورقة الذي درس الموسيقى بالجزائر وواصل بفرنسا تخصص الموسيقى العربية الكلاسيكية والجاز، نموذجا للقاح تجربة الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية والموسيقى العالمية، ومن خلال إبداعه هذا يريد إعطاء نفَس آخر للموسيقى العالمية في طابع الأوبرا بلسان عربي. والعمل يحوي على ثمانية أدوار رئيسة مقسَّمة إلى ثلاثة أدوار للنساء وخمسة للرجال، يصاحبهم جوقة كلاسيكية والراقصون من البالي المعاصر، إضافة إلى الأوركسترا السيمفونية الكبيرة، التي ستضم عازفين منفردين على آلات شرقية، هي المزامير، القرع والعود العربية. وبخصوص السينوغرافيا فإنه يمكن أداء «النفس» في سياقات مختلفة، في دار الأوبرا أو في الهواء الطلق. والقصة عبارة عن منام، أسطورة ومسرح وأفلام ورسوم بيانية ورقص وتصوير. أما الضوء والصور فسيأخذان مكانة كبيرة؛ لأنها تعبّر عن الوقت والنتيجة، والمشاعر والعواطف والشخصيات التي تلعب في «النفس»، كما يوفر الفيديو مع مجموعات الصور، (في المكان نفسه)، العوالم وتحويلهم إلى أبعاد أخرى من خلالها تسافر شخصيات «النفس». ويضم المشهد الأول 13 لوحة تشير إلى التاريخ والدراما، ويبدأ بسرد نشري، ويضم المشهد الثاني 16 لوحة، تعكس مختلف التوترات الدرامية إلى حد الانهيار في آخر المشهد. وتمت كتابة الأغاني باللغة العربية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات اللغة والنطق المناسبة لفن الأوبرا، وكان هذا ممكنا بفضل استحداث نظام لفظي موحَّد من قبل الدكتورة ريما سليمان أستاذة الأدب المقارن في جامعة السوربون.