وكانت الأمينة العامة لتظاهرة "دمشق عاصمة الثقافة العربية"حنان قصاب حسن قد أعلنت في وقت سابق عن برنامج هذه التظاهرة التي تأتي بعد تظاهرة الجزائر، وذلك عبر مختلف الدوائر الفنية والثقافية كالموسيقى، المسرح، السينما، الرقص والفن التشكيلي بالإضافة للمؤتمرات والندوات··وغيرها، وذلك بعد الزوبعة الكلامية التي أثارتها مجموعة من المثقفين الذين شكّكوا في تنظيم التظاهرة وضبابية برنامجها، لكن بشكل عام ودون ذكر أسماء الضيوف من الأدباء والمفكّرين وكذا الموسيقيين العرب والعالميين الذين ستستضيفهم سوريا في إطار التظاهرة· أولى الأبواب التي وقفت عندها المتحدثة باب الإصدارات الذي كان بعيدا عن مشروع ألف عنوان وعنوان الذي قادته الجزائر، بحيث ستكتفي دمشق بإصدار سلاسل مختارة في مختلف حقول الإبداع، إلى جانب إصدار شهري بطبعات شعبية أنيقة وبأسعار رمزية، ما يشكّل نواة لمكتبة صغيرة في كل بيت، وذلك بمعدل ثلاثة كتب كل شهر، كما تطمح الأمانة حسب مسؤولتها إلى توثيق الشعر السوري، عبر أربعة أجزاء لأنطلوجيا تغطي تجارب كل جيل على حدى، بالإضافة إلى سلسلة أعمدة الأدب السوري وسلسلة المذكّرات لشخصيات هامة وكذاالكتب التاريخية التي تعنى بمدينة دمشق، كما ستكون أيضًا ترجمات إلى اللغات الأجنبية لعدد من الروايات تمثّل توجّهات وأجيال الروائيين السوريين· وما يميّز تظاهرة دمشق اهتمامها بشق السينما بشكل متميّز بحيث سعت إلى تخصيص دعمها للسينمائيين الشباب فقط و برمجت أسابيع سينمائية أطلقت عليها اسم "بيت السينما" تقدّم على مدار العام مختارات من روائع الفن السابع، لمخرجين محليين وعرب وعالميين لهم بصمات سينمائية خاصة، وتتوّج هذه الأسابيع بندوات ولقاءات مع مبدعي الأفلام، أمّا بالنسبة للإنتاج المدعّم للسينمائيين الشباب فيتمثّل في مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة وأفلام الرسوم المتحركة التي ستعرض في إطار التظاهرة· كما تنطلق ولأوّل مرة في سورية، فعاليات مهرجان الأفلام التسجيلية التي ستستقطب عددًا كبيرًا من صنّاع هذا النوع من الأفلام من كافة أرجاء العالم، إلى جانب ذلك ستكون هناك تظاهرات أخرى كسينما الهواء الطلق، وورشات عمل للمهتمين بالسينما من الشباب، وعروض لأفلام سورية روائية طويلة مقتبسة عن أعمال أدبية هامة تناولت مدينة دمشق والتحوّلات التاريخية البارزة التي مرّت بها، وهي من إنتاج المؤسسة العامة للسينما· الفن الرابع هو الآخر جاء برنامجه ثريا من خلال عدد من الأعمال المنتقاة من طرف لجنة المسرح تتقدّمها عروض الشباب الذين استفادوا من منح إنتاجية من الأمانة العامة، كما سيكون للمسرح العربي والعالمي حصة كبيرة من خلال حضورأهم الأسماء المعروفة على الصعيد العالمي، وستتنوّع أشكال عروض المسرح ما بين المسرح الموسيقي والشعري إلى المسرح البصري إلى مسرح الوسائط المتعددة كاستخدام الفيديو وفنون التجهيز البصري، وإلى جانب ورشات العمل، فإن القراءات المسرحية التي ستقدّم في إطار"نادي القراءة"تسعى إلى إعادة الاعتبار للنص المسرحي المكتوب وإلى دعم الكتّاب والممثلين الشباب والتعريف بهم ضمن علاقة تفاعلية مباشرة مع جمهورهم، وإذا كان رصيد تظاهرة الجزائر47 عملا مسرحيا فإنّ دمشق اهتمت بالنشاطات المسرحية الموجّهة للأطفال وذلك من خلال دعم مشروع المسرح التفاعلي مع الأطفال· وفي مجال الموسيقى ستقدّم الاحتفالية فعاليات موسيقية استثنائية على حد تعبير-المشرفة عليها- ستعكس ثراء الموسيقى العربية والشرقية والعالمية، بحيث سيكون هناك على مدار العام حفلات للموسيقيين السوريين إلى جانب أسماء معروفة في الموسيقى الشرقية يشكل مجيئها إلى سورية حدثًا استثنائيًا ،لكن لم تذكر المسؤولة رقما واحدا عن التظاهرة أي اسم من هؤلاء، واكتفت بالقول أنّ هذا الشق سيشهد تنظيم أيام للأغنية العربية وأخرى للموسيقى الشرقية التقليدية والمعاصرة، وستكون للمرأة مشاركتها من خلال فرق العازفات أو حفل مغنيات الأوبرا السوريات بمرافقة الأوركسترا السمفونية الوطنية السورية، كما ستكون هناك أمسيات للموسيقى الروحية تقدّم في شهر رمضان المبارك، فضلا عن الموسيقى الإفريقية، اللاتينية، الأندلسية، الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى عصر الباروك، كما ستكون هناك حفلات تجمع ما بين الموسيقى والتمثيل المسرحي بالإضافة إلى عدة أعمال أوبرالية· وحول الملتقيات فإن دمشق يعد بحركية كبيرة في هذا المجال من خلال العديد من الملتقيات أبرزها ملتقى"المثقف وقضية المصير العربي"،"المدينة والتراث العمراني"،"العلاقة بين المدينة والثقافة" ،"مفهوم المدينة من ماري إلى دمشق"·· الفن التشكيلي احتل هو الآخر مكانة معتبرة من التظاهرة حسب المتحدّثة من خلال معارض فنية تغطي في مجملها الفنون التشكيلية والبصرية، الصناعات الحرفية، العلوم والآثار، ستكون باكورتها معرضًا استعاديًا يقدّم الأعمال التشكيلية السورية منذ عام 1899حتى يومنا هذا، وكذا معرضا للفنانين السوريين المعاصرين، ومعارض للشباب ضمن تظاهرة "فنانون في المدينة"يشارك فيها تشكيليون شباب يقدّمون أعمالهم في أمكنة محدّدة في المدينة، سيتم تنظيم هذه المعارض بالاشتراك مع المؤسسات العامة والخاصة والوطنية (صالات العرض الخاصة والعامة والمتاحف)، والإقليمية والعالمية والمؤسسات الثقافية في الخارج كمعهد العالم العربي في باريس، ومؤسسة أوبنهايم في برلين، إلى جانب معارض حول فن الخط العربي والفنون التطبيقية والصناعات اليدوية السورية، وتظاهرات في علم الآثار· كما ستحضى الطفولة في دمشق باهتمام كبير من خلال برنامج خاص ومتنوّع·