شرع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في اتصالات حثيثة للبحث عن خليفة لرئيس الحكومة سلام فياض الذي استقال من منصبه. وقال محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، إن "الرئيس عباس سيباشر مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة فور إنهائه اليوم لزيارة خارجية يقوم بها إلى دولة الكويت، وذلك بعد قبوله استقالة رئيس الوزراء سلام فياض". وأضاف أن "القانون الأساسي الفلسطيني يمنح الرئيس مهلة 60 يوما لتشكيل حكومة جديدة". وكان سلام فياض (61 عاما) قدّم استقالته مساء أول أمس بعد قبضة حديدية بينه وبين الرئيس محمود عباس، على خلفية قبوله استقالة وزير المالية دون العودة إلى الرئيس عباس الذي كان في زيارة إلى الخارج. وقبِل الرئيس عباس استقالة فياض ولكنه كلّفه بتسيير أعمال الحكومة إلى حين انتهاء المشاورات مع مختلف الفصائل الفلسطينية لتعيين شخصية تتولى هذا المنصب. وإلى غاية الآن لا توجد شخصية محدَّدة لخلافة فياض رغم تداول بعض الأسماء مثل محمد مصطفى المستشار الاقتصادي للرئيس عباس ورئيس الصندوق الفلسطيني للاستثمار، أو رجل الأعمال المعروف مازن سينوكروت، وهو وزير اقتصاد سابق ولديه علاقة حسنة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس". ويمكن للرئيس عباس قيادة الحكومة في إطار حكومة التوافق الوطني، إذ تم الاتفاق على تشكيلها بين فتح وحماس ضمن مرحلة في تحقيق المصالحة الفلسطينية الموقَّعة بين الحركتين بالعاصمة القاهرة شهر أفريل من عام 2011. وتباينت ردود الفعل على الساحة الفلسطينية بخصوص استقالة فياض، المعروف عنه قربه من الغرب؛ حيث يحظى بدعم المجموعة الدولية التي ترى فيه الرجل المناسب للتعامل معه. وفي هذا السياق، أكد صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن استقالة سلام فياض من رئاسة الحكومة مسألة فلسطينية وخالية من أي تدخّل أجنبي. وقال إن "استقالة سلام فياض من رئاسة الحكومة مسألة فلسطينية بامتياز، مؤكدا أن الرئيس عباس لا يسمح بتدخلات أمريكية في هذه القضية". من جانبه، قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس، إن "استقالة فياض موضوع داخلي مرتبط بالخلافات بين فتح وفياض، وهو ما عبّر عنه المجلس الثوري لفتح". وأضاف أن "فياض يغادر الحكومة بعد أن أغرق شعبنا بالديون، وحركة فتح تتحمل المسؤولية عن ذلك؛ لأنها هي التي فرضته على الجميع منذ البداية". وكان فياض شكّل نقطة خلاف حقيقية بين الرئيس عباس وحركة حماس، التي رفضته كرئيس وزراء واشترطت استقالته من رئاسة الحكومة للمشاركة فيها. وفي رد فعلها على استقالة فياض قالت كايتلن هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "نُشيد بالأدوار المهمة التي لعبها الرئيس عباس ورئيس الوزراء فياض ونثمّن جهودهما في وقت نعمل ودول أخرى من أجل دعم دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة". وأضافت أن "رئيس الوزراء فياض كان شريكا قويا للأسرة الدولية ورائدا في دعم النمو الاقتصادي وتكوين دولة وأمن الشعب الفلسطيني، نعوّل على جميع القادة الفلسطينيين من أجل دعم هذه الجهود". من جانبه، قال وزير الخارجية الكندي جون بايرد: "بشعور من الحزن والإحباط العميق تلقيت خبر استقالة رئيس الوزراء سلام فياض"، مضيفا أن فياض "كان محور ثقة وصديقا لكندا".