عبر العديد من سكان بلدية المرادية بالعاصمة، عن تفاؤلهم بالمجلس البلدي الحالي، بعد أن لمسوا الاهتمام الذي أبداه المنتخبون الجدد في التكفل بانشغالاتهم وتسطير برامج من شأنها تحسين وضعية هذه البلدية العريقة، خاصة وأن الميزانية العامة للبلدية قدرت ب 33 مليار سنتيم. كما أضافوا أنهم يستبشرون خيرا بالمجلس، لاسيما وأنهم لمسوا بعض الحركة الدؤوبة للمجلس لسماع انشغالاتهم، من خلال استقبال السكان خلال الأيام المخصصة لهم، في حين يرى بعض السكان أن المجالس المتعاقبة على المرادية متشابهة، لا سيما وأنهم رفعوا انشغالاتهم المتعلقة بالسكن الذي اعتبروه بمثابة الأزمة التي لن تجد لها مخرجا أمام الارتفاع الكبير لطالبي السكن بالمرادية... «المساء» قامت بجولة استطلاعية لبعض أحياء المرادية وتحدثت إلى سكانها في هذا الاستطلاع. لقد مر ما يقارب الخمسة أشهر من تنصيب المجالس البلدية الحالية بعد الانتخابات المحلية، وعلق سكان بلدية المرادية، خاصة الشباب، آمالا كبيرة على المجلس الحالي للتكفل بكل انشغالاتهم، وجهتنا الأولى كانت حي «ميموزة» المتواجد على مستوى إقليم البلدية ذاتها، حيث أكد السكان خلال حديثهم ل «المساء» بأنهم يواجهون مشكل السكن الذي بات اليوم الهاجس الأكبر للعديد منهم منتقدين عدم استفادتهم من السكن، وقال السيد «محمد. س» أحد سكان الحي، أن عائلته تقطن في بيت لا يتعدى غرفتين في حين يزيد عدد أفرد عائلته عن 10 أفراد. وأضاف أنه بالرغم من كل هذا فإنه يأمل في أن يأخذ المجلس الحالي مشكله ومشكل سكان الحي بعين الاعتبار. كما تحدثنا أيضا إلى عائلة تتكون من أربعين شخصا يعيشون داخل بيت ضيق، أجدادا وأبناء وأحفادا، حيث استقبلنا «سمير» أحد أفراد العائلة، وأكد لنا على أنه يعيش هنا منذ خمسين سنة، في بيت يفتقر لأدنى ضروريات الحياة.
إنجاز المشاريع السكنية أولوية المجلس الحالي وأكد رئيس المجلس البلدي لبلدية المرادية، السيد مراد سامر في لقائه مع «المساء»، أن مصالح البلدية أحصت 1200 طلب مودع من طرف السكان لدى مصلحة الشؤون الاجتماعية فيما يتعلق بطلبات السكن الاجتماعي، بالإضافة إلى إحصائها ل 100عائلة مطرودة و300 سكن هش على مستوى الحارات وأحياء البلدية، وتولي البلدية اهتماما كبيرا للتكفل بمشكل السكن الذي يواجهه السكان، حيث أودعت طلبات على مستوى الولاية من أجل التكفل بانشغالات السكان بصفتها هي المسؤول الأول. مضيفا أن البلدية تعرف نقصا في العقارات، الأمر الذي صعب على المجلس الحالي تسطير برنامج من أجل بناء مجمعات سكانية، بذالك اضاف السيد مراد سامر، أنه تم توجيه نداء إلى السلطات الولائية من أجل وضع حلول تساهم في إدراج السكان الذين يعانون أزمة السكن على مستوى بلدية المرادية ضمن القوائم المعنية بذلك، وأن البلدية على دراية بهم ولكن يبقى الحل بيد الولاية، لا سيما وأن العائلات التى تقيم ببنايات هشة وعلى وشك الانهيار لم تحظ بعمليات ترحيل مثل البلديات المجاورة كالمدنية، لذلك يطالب محدثنا بضرورة تسطير برنامج من السلطات الولائية لإدراج سكان البيوت الهشة بالمرادية ضمن العائلات التى تستفيد من سكنات اجتماعية لائقة.
البطالة هاجس والبلدية تفتح مكتبا للتكفل بالشباب انتقلنا من حي «ميموزة» بالمرادية وتجولنا ببعض شوارع البلدية، حيث التقينا ببعض شباب البلدية الذين طرحوا من خلال منبر «المساء»، انشغالاتهم المتمثلة في ضرورة إيجاد مناصب عمل لهم تقيهم الانحرافات والدخول في عالم هم في غنى عنه، حيث أكد «مراد» شاب يبلغ من العمر 25 سنة، أن الحظ لم يسعفه لمزاولة دراسته لأسباب اجتماعية ووجد نفسه في شوارع المرادية بدون عمل، وطالب البلدية بتسطير برامج أو عمليات خاصة بتوظيف شباب المنطقة، وهو المطلب الذي شاطره فيه مصطفى ذو 23 سنة، حيث دعا إلى ضرورة التكفل بهم من خلال إيجاد وظائف لهم، وانشغالهم هذا الذي طرحه شباب البلدية نقلناه إلى رئيسها السيد مراد سامر، حيث أكد لنا أن البلدية قامت بفتح مكتب عمل تتلقى فيه الطلبات وتعمل على التكفل بانشغالات الشباب البطال بالتعاون مع وكالة تشغيل الشباب «أونساج» قائلا « نحن نعمل على مساعدة خريجي الجامعات، وكذا الشباب بمنحهم محلات ومكاتب من أجل استغلال الإمكانيات والطاقات العلمية لخدمة البلدية، وحتى الشباب الذي لا يملك شهادات نوجهه إلى هذه المؤسسات من أجل تقديم يد العون له، وما على الشباب إلا الصبر».
قطاع التربية يحظى بحصة الأسد من مخطط التنمية وأولياء التلاميذ يستحسنون المبادرة كما عبر العديد من أولياء التلاميذ وجدناهم أمام بعض مدارس بلدية المرادية ل «المساء» عن استحسانهم للمبادرة التي قامت بها البلدية من خلال المجلس الحالي، حيث أولت حسبهم اهتماما كبيرا لقطاع التربية من خلال برامج تخص تهيئة المدارس وتزويدها بكل المرافق الضرورية، وهذا ما أكده السيد رئيس البلدية قائلا « عملنا على تسطير برنامج خاص بالابتدائيات الموجودة على مستوى البلدية وسنقوم بتطبيقه بداية من الفصل القادم من الدراسة»، وذلك بتخصيص خزائن في كل مدرسة تحتوى على كتب دراسية تسمح للتلميذ بتخفيف وزن المحفظة التى أصبحت تتسبب له في أمراض على مستوى الظهر، وستعمل البلدية علي تطبيق هذا المشروع بالتنسيق مع أولياء التلاميذ. وأضاف أن البلدية ستشرع في تجهيز 8 مؤسسات بقاعة للعلاج مهيكلة وتحوي أخصائيين، وكنموذج لذلك مدرسة جيلالي جيدار، بالإضافة إلى ربطها بشبكة الأنترنت. من جهة أخرى، أشار رئيس البلدية إلى أن بلدية المرادية تعرف نقصا حادا في العقار، الأمر الذي حال دون إنجاز العديد من المشاريع المحلية والمرافق الترفيهية، وتعمل على استغلال ما تبقى من الأراضي واستغلالها بطريقة عقلانية تسمح بخلق فضاءات من شأنها تحقيق متطلبات سكان المرادية.