من المؤسف جدا أن يتراشق رفقاء الأمس في فريق جبهة التحرير الوطني، وهم يودعون واحدا من أبرز الوجوه التي واكبت مسيرتهم هنا في الجزائر وفي المهجر وفي كل مكان لعب فيه منتخب الجبهة، بمرذول الكلام، ويتهمون بعضهم البعض بالتخوين والتشكيك، وغير ذلك من المصطلحات التي ما كان يجب أن يوظفها هؤلاء الذين كنا نشبههم بخيرة ما أنجبت الكرة الجزائرية أثناء الثورة التحريرية المباركة، وحتى في السنوات الأولى من الاستقلال، وكنا نعتز بدورهم الريادي في التعريف بالقضية الجزائرية في ملاعب أوروبا وآسيا وإفريقيا وغيرها من أصقاع العالم ... إن الأسلوب الذي توخاه هؤلاء الأخوة أو الرفقاء في الرد على انتقادات بعضهم لبعض، خارج الإطار الذي أسسوه لأنفسهم (مؤسسة فريق جبهة التحرير الوطني)، وبالذات في الذكرى ال55 لتأسيس فريق الجبهة، قد أساء كثيرا لهذه المؤسسة التي كان يجب على أعضائها أن يترفّعوا عن خلافاتهم الشخصية وحتى التنظيمية، حتى لا يشوشوا تلك الصورة الجميلة التي يحملها كل جزائري وجزائرية لهم في مخيلته، فهم لم يبق أمامهم ما يجعلهم يتنافسون عليه، سواء كان ذلك مناصب شرفية لهيئة كان من المفروض أن تنصهر فيها كل الإرادات، أو من أجل إغراءات مادية، طالما أنهم يصرحون بأنهم في خدمة كرة القدم الجزائرية، من خلال برنامجهم الرامي إلى بعث مدارس كروية تهتم بالتكوين وصقل المواهب، لضمان الجيل الذي يحمل المشعل، بعد أن تأكد لهم أن الأندية الكروية في بلادنا، قد انحرفت عن مسارها وتحولت إلى سجلات تجارية. إن الحرب الكلامية المفتوحة بين هؤلاء الرفقاء في الفترة الأخيرة، قد تجعل من كل الذين نشروا غسيلهم على صفحات بعض الجرائد، في وضع لا يتناسب ومكانتهم في المجتمع الجزائري، الذي يقدرهم ويمجد دورهم البطولي والشجاع، وأملنا أن يعود هؤلاء إلى جادة الصواب حتى لا يتحولوا إلى مجرد أشخاص عاديين وضعوا أنفسهم في قفص الاتهام من حيث لا يدرون، أو على الأقل ينشرون غسيلهم مدونا في مذكرات سيحكم عليها التاريخ فيما بعد.