احتفلت جمعية ”الحضرية” بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة مؤخرا، ب«يوم عاصمي” بمناسبة الذكرى العاشر لتأسيس الجمعية، التظاهرة احتضنها المسرح الوطني في إطار الشهر الثقافي، تخليدا للالبسة التقليدية العاصمية وعلى رأسها ”حايك المرمة”، وكانت ل«المساء” دردشة حول أصالة هذا اللباس مع رئيس الجمعية عبد القادر عاشور... للالتفاتة إلى اللباس التقليدي الجزائري المميز في المنطقة، قامت جمعية ”الحضرية” بتنظيم قعدة على طابع ”زمان” وكل ما يتعلق بالتقاليد العاصمية القديمة، لا سيما اللباس والأغاني وحتى الحلويات، زادها حضور كل من الفنانة زكية والفنانة قارة تركي جوا بهيا، فيما مثلت التراث العاصمي الفنانة قوسم، إلى جانب الدكتور والباحث شعو من محافظة التراث. تميز العرض بأجواء جميلة استحضرت عبر الموسيقى والديكور والملابس، نسمة ”الجزائر القديمة”، التي جمعت بين الأصالة العاصمية وروح الشباب المحب لتقاليده رغم تهديدها بالزوال، وبهذه المناسبة قال السيد عبد القادر عاشور: ”الحايك هو بمثابة بطاقة التعريف للمرأة الجزائرية، فهي تنفرد بارتدائه في عدة مناطق مع اختلافات طفيفة في طريقة الارتداء، وهو ما يعد رمز الأصالة”. وأضاف : ”الحايك، هو الغطاء الأبيض الذي عرفته نسوة الجزائر منذ أمد بعيد، حيث كان يعد جزءا من تراثها وثقافتها، وحتى حياتها، هذا الحايك اندثر مع الأيام، ونحاول من خلال مشاركتنا في هذه التظاهرة إعادة إحيائه وتقديمه للشباب المعاصر الذي أصبح يقلد الدول الأوروبية وتنازل عن لباسه التقليدي رغم روعته وجماله”. وأضاف رئيس الجمعية ”لقد تميزت المرأة الجزائرية بلباس الحايك بلونه الأبيض الذي يرمز إلى الأنوثة والاحتشام، إذ لا تغادر أية امرأة منزلها مهما كان سنها إلا تلف جسدها بهذا الرداء الذي يغطي كل قوامهن مع ميل بعضهن إلى وضع ما يعرف ب«العجار”. وتابع السيد عاشور ”في كل مرة ارى فيها امرأة كبيرة في السن ترتدي الحايك، إلا استرجعت ذكرياتي مع جدتي وأمي، كما يذكرني ذلك بالأغاريد التي كانت تجود بها حناجر النسوة في أزقة العاصمة، لكن مع الأسف اندثر الحايك ولم تبق إلا قلة من النسوة يتحاولن الحفاظ عليه”. وعن دور النساء الجزائريات اللواتي كن يلبسن ”الحايك” خلال الثورة التحريرية المباركة، قال رئيس الجمعية ”لقد كان الحايك وسيلة فعالة للثورة، حيث كن يتنقلن عبر الشوارع حاملات السلاح مستورا تحت الحايك والقفة في أيديهن وكأنهن متسوقات”. وفي حديثها ل ”المساء” قالت عضوة من الجمعية وخياطة مختصة في اللباس التقليدي، أن: ”حايك المرمة حايك ذو قماش رفيع وعمل متقن تتباهى به العروس وهي خارجة من بيت أهلها إلى بيت زوجها مغطاة من أعلى إلى أسفل”. من جهة أخرى، قالت شهرزاد التي شاركت في هذه التظاهرة: ” لا تكتمل قعدة زمان دون الحلويات التقليدية التي كان لها ذوق خاص والتي لا تنافسها الحلويات المعاصرة رغم التنويع والإبداع فيها، فنقدم اليوم مختلف أنواع الحلويات العاصمية التي تم نسيانها على غرار كعيكعات مسكرين والمحنشة والصامصة والغريبية والفطيرات التي تقدم بعد ختان الأطفال”. وفي الختام، قالت السيدة زهرة قيراط، الأمينة العامة لاتحاد النساء الجزائريات لدائرة سيدي محمد: ” الحايك تراث الأجداد والأمجاد يحمل تاريخ الجزائريات، وكان للنساء دور كبير إبان الثورة على غرار الشهيدة مليكة قايد، وحاولنا من خلال هذه المناسبة إعادة الاعتبار له من خلال دعوة الشباب إلى المحافظة على أصالته وروعته”.