شدّت أحداث منطقة بريان بولاية غرداية الأنظار إليها وعرفت اهتماما كبيرا بها كونه لأول مرة في تاريخ المنطقة يتم ضبط ملثمين يعتدون على مساكن مواطنين، وكان الدور الذي لعبه أعيان المدينة من أجل استعادة الأمن مميزا إذ سمح بإعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع وأزقة بريان. والتقت جهود الأعيان والسلطات المحلية في سبيل إطفاء "نار الفتنة" وكللت مساعيهم بإنهاء حالة الاحتقان وإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية بعد مشاورات ماراطونية وضع الجميع مصلحة السكان فوق كل اعتبار. وتقاطعت تصريحات المسؤولين أيضا حول نبذ العنف ورفض كل أشكال الاعتداء على الآخر، وضمّت الأحزاب السياسية صوتها إلى صوت الحكمة والتعقل ورفعت شعارات تدعو لشجب العنف مهما كان مصدره، وطالبت السلطات العمومية بالتعامل بحزم مع مثيري الشغب من "هؤلاء الملثمين المزودين بالأسلحة البيضاء"، الذين كانوا وراء تلك الأحداث كما أشار إلى ذلك وزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني. وإذا كانت أحداث بريان قد نالت اهتماما كبيرا من طرف المتتبعين خلال الأسبوع فان نهاية الموسم الكروي شدّ الأنظار إليه كذلك، وخاصة تلك التحضيرات المرتبطة بلقاء اتحاد الحراش ورائد القبة الذي لٌعب أمس الجمعة. وما يؤسف له أن الميزة الأبرز في هذه التحضيرات هي تلك التي كانت تنادي إلى العنف رغم أن الأمر مجرد لعبة كرة قدم. وعرف الأسبوع الماضي زخما كبيرا من الأحداث شكلت مادة خام للصحافة الوطنية والأجنبية، والبداية كانت بتوصل الجزائر وليبيا إلى حل لقضية السجناء في كلا البلدين. وتوج الاجتماع المشترك المنعقد بالجزائر وترأسه رئيسا حكومة البلدين السيدين عبد العزيز بلخادم ونظيره الليبي البغدادي علي المحمودي بالتوقيع على محضر ينص على حل قضية السجناء بين البلدين ودعم التعاون الاقتصادي. وسجل قطاع التعليم العالي حضوره في الساحة الوطنية من خلال عقد الجلسات الوطنية لتقييم مدى تقدم برنامج إصلاح منظومة التعليم العالي منذ أربع سنوات من الشروع في تنفيذيه. ودعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أشرف على افتتاح أشغال الجلسات إلى وضع نظام وطني حقيقي للإبتكار يسمح بخلق تواصل بين مراكز البحث والمؤسسات الاقتصادية ويضمن تحويل منتجات البحث إلى استثمارات. وأكد أن أولوية العمل في الأيام القادمة تتمثل في التعجيل بإقامة نظام وطني للإعلام العلمي والتقني يعتمد على قواعد وبيانات عصرية واستراتيجية جريئة في مجال الطبع والنشر العلمي المتخصص، وألح في هذا السياق على أهمية وضع آليات مناسبة لدعم وتشجيع الابتكار والإبداع وإرساء سياسة حقيقية لتثمين نتائج البحث العلمي والتطوير التكنولوجي. ومن جانب آخر تميز هذا الأسبوع بقرارات جديدة اتخذتها الحكومة لفائدة الأطفال المسعفين، حيث أن ثلثين منهم مهمشون وغير متكفل بهم من طرف المؤسسات والهيئات الوطنية، مما يجعلهم عرضة للعديد من الآفات، كما اتخذت الحكومة إجراء جديد يقضي بإنشاء مؤسسات جديدة لاستقبال الفتيات المتواجدات في وضع صعب. وجاءت هذه الإجراءات عبر مصادقة مجلس الحكومة على مرسوم يحدد شروط إنشاء المؤسسات الاجتماعية والطبية الاجتماعية وتنظيمها وسيرها ومراقبتها. ويهدف التشريع إلى توسيع مجال تدخل الدولة في ضمان حماية اجتماعية لأكبر شريحة ممكنة من فئات المجتمع التي تعاني الحرمان خاصة الحرمان العائلي. وبالعاصمة الموريتانية نواقشوط تبنى مجلس وزراء الداخلية مجموعة 5 + 5 مقترحات جزائرية قدمها وزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني تخص تفعيل التعاون بين بلدان غرب المتوسط في مجال مكافحة الإرهاب. واقترحت الجزائر إشراك وسائل الإعلام في مكافحة الإرهاب من منطلق أن الحل الأمني وحده لا يكفي. وقال السيد زرهوني أنه ينبغي تجنيد كافة وسائل الإعلام الثقيلة على غرار الإنترنيت والصحافة وكافة مجتمع الإعلام في مكافحة الإرهاب، وأوصى بإدراج في هذا العمل برامج موجهة "لأطفالنا وخاصة إلى الأطفال على مستوى البلدان الغربية".