نسمع كثيرا عن سلبيات السماح للأطفال بالمكوث مطوّلا أمام التلفزيون، خاصة وأن الانفتاح الإعلامي اليوم يقدم زخما كبيرا من باقات البرامج الموجهة لهم، وما يقابله أيضا من دراسات كثيرة تقام في هذا الصدد حول أهمية تحديد ساعات المشاهدة، ونسمع أيضا عن التأثير السلبي للمشاهدة التلفزيونية الطويلة وغير المقيدة في كثير من الأحيان للأطفال، ونسمع أيضا عن إلقاء لوم الآباء على الكثير من مسلسلات الكرتون في تغييرها لسلوكات أطفالهم وجعلهم يتسمون بالعدوانية، ولكننا مقابل هذا وذاك لا نسمع بمن يلقي اللوم على الآباء أنفسهم، الذين يتركون الحبل على الغارب لأطفالهم، ويسمحون لهم بتتبع ما يحلو لهم على التلفاز من أفلام الكرتون التي كثيرا ما تكون بعيدة عن واقع مجتمعنا، وحتى عن تقاليدنا الإسلامية. فأين هي إذن السلطة الوالدية التي تقدر ما ينفع الأبناء وما يضرهم؟ ولا نقصد هنا الأذى الجسماني، وإنما الأذى المعنوي الذي يكون أكبر وأعمق من الأول. فالسماح للأطفال بتتبع رسوم متحركة كثيرا ما تكون محتوياتها بعيدة عن معتقداتنا الإسلامية وهويتنا العربية، يفقد الطفل هويته الحقيقية، ويجعله يقبل على تقليد شخصياته الكرتونية المفضلة، سواء في اللباس أو التصرفات، وهنا تكمن الكارثة. فعلى من تقع المسؤولية هنا؟ على وسائل الإعلام التي كثيرا ما كانت مشجبا يعلق عليه فساد تصرفات الناس، حتى لا نقول الأخلاق؟ أم على الآباء الذين كثيرا ما يتملصون من مهامهم التربوية وجعل أبنائهم أمام «صندوق العجب»، فقط لتركهم بسلام بحجة التعب أو غيرها؟!