لاشك أن الشعب المغربي شعب مُسالم ومُحب للحياة، بلغ درجة من الوعي من خلال ما تراكم لديه من تجارب طويلة وشاقة مع نظام المخزن، تجعله عصيا على أن تنطلي عليه الأكاذيب أو ينخدع بما يروج له شخص استغل منصبه كأمين عام لحزب الاستقلال العتيد - وأظن أن معظم المنتسبين إلى الحزب لا يشاطرونه نفس الأفكار، وليسوا مقتنعين بها - من أطماع توسعية لاقتطاع أراض جزائرية، وضمّها إلى المغرب، بعد أن احتلوا أراضي الصحراء الغربية وشردوا شعبها، وزجّوا ببعضه في السجون لنهب الثروات الباطنية، وخاصة منجم بوكراع للفوسفات الذي يحتوي على 9٪ من الاحتياطي العالمي، و15٪ من احتياطات القارة الإفريقية، كما أنه يعدّ أكبر منجم على المستوى العالمي. إن الشعب المغربي لا يمكن أن تلهيه هذه الشطحات أو سياسة الهروب من الواقع، ولا أن تصرفه عن المطالبة بالحقوق الاجتماعية والسياسية والعيش الكريم، من خلال خلق مناصب عمل تحمي الشباب من البطالة والانحراف واللجوء إلى زراعة المخدرات والاتجار بها واستهلاكها، وتسميم شعوب دول الجوار بها. أما من جانبنا، فالأمور حسمت من زمان ووقعت بدماء الشهداء، ولا يمكن التنازل عن شبر من أرض الجزائر الحبيبة. إما إن كان المقصود هو الضغط من أجل تليين المواقف لتحقيق مكسب سياسي، بعد الإخفاقات التي مُنيت بها الدبلوماسية المغربية في الآونة الأخيرة على مستوى المحافل الدولية. فالجزائر تؤكد دائما على حق الشعوب في تقرير مصيرها، وليست طرفا في النزاع، وهي تدعم مسعى جعل إفريقيا قارة خالية من الاستعمار، تتمتع شعوبها كافة بالحرية، وتنعم بالاستقلال.