أضحى القلق جزءا من حياتنا اليومية ولصيقا بكل مجالات أعمالنا حتى صار التوتر والعصبية من أكثر الأعراض التي تنتابنا، وبشكل يومي في كثير من الأحيان. ويزداد الأمر سوءا إذا تركنا أنفسنا نغرق في هذا الفعل دون تصور مخرج ممكن، فتبدو الأمور أكثر سوداوية. وللأسف، بات كل من القلق، التوتر والعصبيةضمن البرنامج اليومي للكثير من المواطنين، وفي أبسط الأمور أحيانا، فنلاحظ مثلا أن كثيرا من الناس يتوترون عندما يبحثون عن شيء معيَّن فلا يجدونه، وقد يغضبون ويطلقون العنان لألسنتهم التي تنطق بشتى أنواع الكلام النابي عند الغضب، مثل اختلاف يحدث بين صديقين، فتتعالى الأصوات، وسرعان ما يسمع المارة «وسخ الوذنين»، مثلما يقال عندنا، أو مثل بعض السائقين في زحمة الظهيرة يصاب بعضهم بحمى الكلام الفاحش، فيطلقون أشنع الصفات على غيرهم من السائقين وكأنهم يسلكون الطريق بمفردهم، هذا دون أدنى مراعاة للزبائن الراكبين معهم نساء ورجالا.. وأدنى من ذلك بكثير في الشارع إذا حدث وأن اصطدم أحدهم بالآخر دون قصد، فإنه يسمع ما لا يرضيه على شاكلة «الطريق واسعة شوف قدامك»!... فلماذا كل هذه العدوانية؟! صحيح أن ضغوط الحياة الآن كثيرة وصعبة جداً، وتكثر المسؤوليات في العمل ومع الأبناء، وفي الحياة عموما.. لكن هل يدفعنا ذلك إلى التوتر والعصبية بهذه الصورة المرَضية؟!