أشرف اللواء قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم أمس، على حفل تخرج خمس دفعات من المدرسة العليا للدفاع الجوي عن الإقليم بالرغاية، وهو التخرج الذي تَميز هذه السنة بتخرج دفعة جديدة، تمثلت في دفعة مهندسي دولة في الدفاع الجوي، تلقت تكوينا عصريا متطورا، يسمح لها بمواجهة التحديات والتحولات التكنولوجية التي يعرفها العالم في تخصصات الكشف والصواريخ وغيرها. وتمثلت الدفعات المتخرجة في الدفعة الواحدة والعشرين لضباط القيادة والأركان والدفعة السادسة والثلاثين لضباط الإتقان والدفعة الرابعة لدروس التطبيق والدفعة الثانية عشرة لمراقبي التحركات الجوية، والدفعة الأولى لمهندسي الدولة في الدفاع الجوي. وبعد تفتيش الدفعات المتخرجة في مربع العرض في بداية المراسم من طرف اللواء قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم رفقة قائد المدرسة العليا للدفاع الجوي، ألقى هذا الأخير كلمة، ذكّر فيها بالتكوين النظري والتطبيقي الذي تلقّاه المتخرجون بالمدرسة، والذي سيؤهلهم للعمل بمستوى عال واحترافي، سيمكّنهم من ممارسة مهامهم وفق المنظومة العلمية والعسكرية التي تلقّوها لمسايرة التحولات والاحترافية للارتقاء إلى مصاف الجيوش القوية تكوينا وتجهيزا، مؤكدا أن الدفعات المتخرجة تضم إطارات كبرى قادرة على تجسيد طموحات الجيش الوطني الشعبي، لمسايرة الدولة الرائدة في الدفاع عن الوطن وقيادة الرجال. وأشار المتحدث إلى أن تخرُّج أول دفعة لمهندسي الدولة في مجال الدفاع الجوي بعد تكوين دام ست سنوات، كان حلما طالما راود الطلبة، ليضاف كصرح للمدرسة، حسب المتحدث، الذي ذكّر بأن هذه الدفعة تلقت تكوينا سلّحها بمعارف تقنية لمسايرة كل التطورات التكنولوجية الحديثة. وأضاف قائد المدرسة أنه قصد تجسيد أهداف مؤسسته سهر الأساتذة والمكوّنون على ضمان تكوين متلائم مع التحولات العالمية العصرية، مؤكدا أن الدفعات المتخرجة تُعد ركيزة عليا من الركائز التي يعتمد عليها الجيش الوطني الشعبي. وفي ختام كلمته، دعا قائد المدرسة المتخرجين إلى العمل على حماية وطنهم؛ كونه أمانة في أيديهم، وذلك بتجسيد المعارف التي تلقّوها خلال التكوين، والعمل على احترام أخلاقيات المهنة وأداء الواجب المهني مهما كانت الظروف مع الالتزام بالسر المهني حتى يكونوا في مستوى الطموح للحفاظ على سلامة الأمة. وبعد أداء القسم قام اللواء قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم رفقة عمداء وألوية من وزارة الدفاع الوطني وكذا والي ولاية بومرداس، بتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوّقين الأوائل في الدفعات المتخرجة، وعددهم سبعة. كما قامت الدفعة المتخرجة بتسليم علم المدرسة للدفعة القادمة؛ إيذانا بانتهاء السنة الدراسية 2012 / 2013، طالبة من الدفعة القادمة الحفاظ على علم المدرسة وحماية الأمانة وصيانة الوديعة، وأن يكون ضباطها خير خلَف لخير سلف من الطلبة الذين سبقوهم في المدرسة. وبعد تسليم وتسلّم العلم تمت تسمية الدفعة المتخرجة باسم الشهيد مصطفى عاشور المدعو مصطفى لحليب، المولود عام 1927 بولاية بسكرة، والذي خاض عدة معارك ضد القوات الاستعمارية منذ أن التحق بالثورة عام 1955 إلى أن استشهد في معركة بناحية عين توتة بباتنة سنة 1960، عندما أصيب بضربة قاتلة من مدفع رشاش لطائرة عمودية، وقبل أن يستشهد أمر المجاهدين الذين كانوا رفقته بالانسحاب وأخذ سلاحه على أن يتركوا له قنبلة يدوية رمى بها عناصر الجيش الفرنسي عندما اقتربت منه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. وقد أشرف اللواء قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم والوفد المرافق له، على تدشين المحاكي لمنظومة المدى البعيد "ألتاك 300"، ليقوموا بعدها بزيارة أجنحة عرض نشاطات المدرسة والأبواب المفتوحة، التي تَخلّلها معرض للكتاب أقيم بالمناسبة، قبل تسليم عائلة الشهيد عاشور الذي حملت الدفعة اسمه هدايا رمزية.