أدين لعائلة ”عبابسة التي احتضنتني فنيا ولقنتني أبجديات الغناء الأصيل... فنان جزائري شاب من ”أزفون”، المنطقة التي أنجبت عمالقة الفن ومنهم عميد الأغنية الشعبية: الحاج محمد العنقى، عمر الزاهي، بوجمعة العنقيس، حميدو وغيرهم، عشقه للفن ظهر مبكرا في مرحلة الدراسة ليقتحم عالم الحفلات ويحيي رفقة عائلة عبابسة ”نعيمة” و«فلة” الأعراس وهو في سن السادسة عشر، كما أقام عدة حفلات بفرنسا، قبل أن يؤسّس فرقته سنة 2003. في رصيده ستة ألبومات غنائية عبارة عن أغاني تراثية معادة بطريقته الخاصة، وقد صدر أول ألبوم له عام 2007، بينما آخر أعماله صدرت منذ أسبوعين. مشواره الفني قديمه وجديده ونظرته لإعادة أغاني التراث، هو ما احتوته هذه الدردشة الخفيفة التي جمعتنا بضيف ”المساء” لهذا الأسبوع، المطرب بلوشراني محمد عبد الغني الشهير فنيا باسم ”غاني الجزائري”..
البداية كانت بالأعراس، وربّما هذا ما حجب ظهورك إعلاميا، فأتساءل: لما لم تقتحم بعدها الإذاعة والتلفزيون مادمت تملك مؤهلات الفنان الناجح؟ لم أكن متفرغا تماما للفن، إذ عملت قبلها كتقني سام بالمستشفى، وربّما هذا ما أخر ظهوري عبر وسائل الإعلام، وإن كنت متواجدا في الساحة الفنية منذ 15 سنة ولي مشاركات عديدة في حصص تلفزيونية معروفة مثل؛ الصراحة راحة، صباحيات، كما ظهرت على القناة التلفزيونية الثالثة، قناة الجزائر والإذاعة، القناة الأولى، الثانية، الثالثة وإذاعة البهجة ...
ذكريات جميلة لا شك جمعتك بعائلة ”عبابسة”، فما الذي جنيته من احتكاكك وتواجدك بين أفراد هذه الأسرة الفنية العريقة؟ صراحة، أدين كثيرا لهذه الأسرة العريقة التي احتضنتني شابا ولقنتني أبجديات الغناء الأصيل، كما وجّهتني، شجّعتني ودعّمت وجودي على الساحة، أتذكر وأحتفظ بكل جميل لهذه العائلة الطيبة المنبع، التي أعتبرها عائلتي أيضا، لقد كان لي شرف مجالسة الأب والأستاذ عبد الحميد عبابسة ومشاركة كل من فلة ونعيمة أعراس وحفلات في الوطن وخارجه، وكانت صحبة مفيدة.
”غاني الجزائري” من بين الفنانين الذين يعشقون إعادة الأغاني التراثية الناجحة ويؤدون كل أنواع الغناء، فهل بات سوق الأغنية يفرض على الفنان هذه النوعية من الأغاني كونها ناجحة أصلا، أم الجمهور أو أنه اختيار شخصي نابع عن قناعة وحب؟ بالفعل، ككثير من الفنانين الجزائريين وغير الجزائريين، أنا عاشق للتراث الجزائري الغني جدا والناجح فنيا وجماهيريا، واختياري للأغنية الجزائرية التراثية نابع حقا عن قناعة وحب أولا للجمهور المطالب بمثل هذه الأغاني، وحب في التراث نفسه الذي بإعادته نحييه ونبعثه من جديد، فالتراث ملكية عامة، وهنا أريد إثارة نقطة هامة وهي أنني شخصيا ضد الفنانين الذين يرفضون إعادة أغاني التراث التي أداها فنانون قديما، لأنني أرى هذا احتكارا غير مشروع وأنانية مفرطة، إذ من حق أي فنان التغني بالتراث كونه جزء من الهوية والأصالة الجزائرية والتاريخ الفني المشترك العريق للجزائر وأهلها..
في رصيدك الفني ستة ألبومات غنائية، معظمها تراثية سبق وأن أداها العديد لدرجة لا نفرّق بين صوت وآخر، فكيف تتميز كمطرب وسط ”جيش” من الفنانين المقلدين؟ الأمر صحيح، فالكلّ بات يقتفي خطى الآخر، أي خطى الأغنية الناجحة حتى اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نفرز هذا من ذاك، بالنسبة لي، فأنا أعيد الأغاني التراثية الناجحة، لكن بإضافات أحاول من خلالها ترك بصمتي على الأغنية، إذ أسعى دوما إلى تغيير التوزيع الموسيقي أو إحداث كلمات جديدة كما فعلت مع أغنية الأستاذ دحمان بن عاشور ”مزينو نهار اليوم صح عيدكم”، حيث غيرت من الكلمات وقلت: ”مزينو نهار اليوم مبروك عرسكم ..مبروك عليك يا لعروسة من العين محروسة” إلخ....