وقّعت الجزائر وسلطنة عمان، أمس، على مذكّرتي تفاهم، تتعلق الأولى بإعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة الخاصة من التأشيرات، والثانية في مجال التعليم التقني والتدريب المهني. وتم التوقيع على هاتين المذكرتين من طرف وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ونظيره العماني يوسف بن علوي بن عبد الله. جاء ذلك في اختتام أشغال الدورة السادسة للجنة المشتركة الجزائرية - العمانية، حيث أشار السيد مدلسي في كلمة له بالمناسبة، إلى أن النتائج التي توصلت إليها أشغال اللجنة المشتركة التي دامت يومين، تشكل ”إنجازا جديدا، ستكون له آثار إيجابية على العلاقات المستقبلية بين البلدين”. وأكد في هذا السياق على ضرورة تنفيذ القرارات التي تم الاتفاق عليها وتجسيد التوصيات التي تم اعتمادها؛ بغية تعزيز التعاون الثنائي. من جهتهم، أوصى خبراء البلدين بضرورة زيادة التبادلات التجارية وإيجاد السبل الكفيلة بتعزيزها، مشددين على أهمية الشراكة بين مؤسسات القطاع الخاص. وبعد أن أبدوا ارتياحهم لما شهده التعاون في قطاعات النفط والغاز والطاقات المتجددة من تقدم، أكد الخبراء على أهمية تفعيل هذا التعاون؛ نظرا لما ”يتميز به البلَدان من ثروات وإمكانات بشرية”، كما دعوا إلى مزيد من التعاون للنهوض بمجالات الاستثمار والصناعات التحويلية والبيئة والنقل والزراعة لما يمكن أن ”تحققه من مصالح مشتركة، تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين”، مطالبين بإنشاء شركة نقل بحري، ”تساهم في زيادة حجم التبادل التجاري ومزيد من التواصل والتكامل بين البلدين”. من جهة أخرى، استقبل الوزير الأول السيد عبد المالك سلال أمس بالجزائر العاصمة، وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان، حيث أشار بيان لمصالح الوزير الأول، إلى أن اللقاء الذي جرى بمقر الوزارة الأولى، سمح بالتطرق ل ”وضعية العلاقات بين البلدين على الصعيدين السياسي والاقتصادي وسبل تعزيز الروابط بين الشعبين الشقيقين”. وكان اللقاء فرصة لتقييم نتائج اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية - العمانية، التي سمحت ب ”تجسيدٍ وتعزيزٍ أكبر للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الجمهورية الجزائرية وسلطنة عمان”. كما تم خلال هذا اللقاء تبادل وجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ”مع الاتفاق على تعزيز التشاور بين البلدين”، وجرى اللقاء بحضور وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي. وكان الضيف العماني قد استُقبل، أول أمس، من قبل رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح بمقر المجلس. وجاء في البيان أن السيد بن صالح تناول مع رئيس الدبلوماسية العمانية العلاقات الثنائية بين الجزائر وعمان وكذا آفاق تطويرها. كما استعرض الطرفان، بالمناسبة، الروابط الثقافية والحضارية وتسخيرها لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي. وأوضح البيان أن اللقاء كان أيضا فرصة للتطرق للعلاقات البرلمانية مع الحرص على ترقيتها من خلال التشاور الدائم، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. على صعيد آخر، أعلن وزير خارجية سلطنة عمان، أول أمس الثلاثاء بغرداية، عن توأمة في مختلف المجالات بين مدينة نزوة (سلطنة عمان) ومدينة غرداية (الجزائر). وعبّر السيد بن عبد الله الذي كان مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي بالمناسبة، عن ”عمق العلاقات التاريخية والوشائج الأخوية التي تربط بين الشعبين الجزائري والعماني”، مشددا على ”أهمية فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات”. وأوضح الوزير العماني أن اجتماع الدورة السادسة للجنة المشتركة الجزائرية- العمانية، ”تُعد واحدة من الدلائل التي تُبرز إرادة الشعبين في تعزيز، أكثر، روابط الأخوة والتعاون المثمر، بما يسمح بالاستجابة لطموحات وتطلعات الشعبين”. وقال في هذا الصدد: ”نحن نتطلع لتفعيل وتنويع علاقاتنا الاقتصادية من أجل فتح آفاق واعدة أمام شعبينا، ونتمنى أن نشهد كثافة في التعاون الجزائري العماني وتمكين المستثمرين، سواء منهم الجزائريين أو العمانيين، من الاستثمار في البلدين”. ومن جهته، نوّه وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ب ”الروابط الأخوية التي تربط بين الشعبين الجزائري والعماني والتطور الاقتصادي الذي تعرفه سلطنة عمان”. وخلال المرحلة الأولى من زيارته لغرداية، زار وزير الخارجية العماني عددا من المواقع السياحية المصنفة تراثا عالميا والمتواجدة بوادي ميزاب، لاسيما منها السوق العتيق لمدينة غرداية، حيث أعرب الضيف العماني عن إعجابه بالخصوصية الفريدة التي تميز العمران بهذه المنطقة. ورفقة السيد مدلسي وسفير سلطنة عمان بالجزائر، زار السيد يوسف بن علوي بن عبد الله قصور وادي ميزاب والعطف وغرداية و«بني يزڤن”، وذلك قبل أن يلتقي بأعضاء ”حلقة العزابة” لمجلس عمي سعيد، التي تمثل أعلى هيئة روحية بالمذهب الإباضي.