دعا إبراهيم غالي، السفير الصحراوي بالجزائر، المنظمات الحقوقية والانسانية الإقليمية والدولية، إلى التوجه إلى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، من أجل حماية السكان الصحراويين من بطش آلة احتلال مغربي لا تتوقف عن انتهاك حقوق الإنسان بكل فظاعة. وجاءت دعوة السفير الصحراوي في كلمة ألقاها مساء الخميس، بمناسبة حفل أقامته السفارة الصحراوية بقصر الثقافة بالعاصمة الجزائرية، إحياء للذكرى ال40 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليزاريو". وحضر الحفل أعضاء عن السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر، كان على رأسهم سفير الجنوب الإفريقي، إضافة إلى الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية وأعضاء البرلمان بغرفتيه وممثلي الأحزاب السياسية وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الجزائري. وأكد إبراهيم غالي أن نجاح المساعي الأممية لإحلال سلام عادل ودائم، لا يمكن أن تتأتي إلا من خلال احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والتعبير الحر عن إرادته، ودفعه ذلك إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي لتحمل إزاء تصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في القارة الإفريقية. وقال إن الوقت قد حان لينفذ المجتمع الدولي التزاماته في تنظيم استفتاء حر ونزيه بالأراضي الصحراوية، تسمح لسكانها باختيار مصيرهم بكل حرية، وبالتالي وضع حد لتعنت الحكومة المغربية. وقال الدبلوماسي الصحراوي، إن هذه الأخيرة أكدت فشلها في ترهيب وترويع شعب الصحراء الغربية، الذي أكد أنه ماض في كفاحه ونضاله إلى غاية تحقيق الحرية والاستقلال، مهما انتهج النظام المغربي من أساليب ومراوغات لإنكار حقه المشروع في تقرير المصير. وطالب غالي الحكومة المغربية باحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، والكشف عن مصير حوالي 651 مفقودا صحراويا، إضافة إلى فتح الإقليم أمام وسائل الإعلام الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، ووقف نهب الثروات الطبيعية التي يزخر بها الإقليم المحتل. كما طالب بتحطيم وإزالة جدار العار الذي أقامه المغرب وقسم شعب وأرض الصحراء الغربية إلى جزئين. وكانت المناسبة فرصة للسفير الصحراوي بتقديم عرض ملخص عن مسار القضية الصحراوية، انطلاقا من النضال ضد المستعمر الإسباني وانتفاضة الزملة التاريخية، مرورا بالاجتياح اللاشرعي المغربي، ووصولا لوقف إطلاق النار إلى الانتصارات التي حققتها القضية الصحراوي طيلة 40 عاما من الكفاح والنضال المتواصل. وللإشارة، فإن الحفل تخلله عرض فيلم قصير عن أحداث مخيم أكديم ايزيك في الثامن نوفمبر 2008، تضمن شهادات حية لصحراويين عايشوا حملة القمع المغربي الشرسة ضد المخيم، كما تم تنظيم معرض للصور تحكي مسار القضية ونضالاتها وانتصاراتها ومأساة الشعب الصحراوي.