الإعلان عن مؤتمر ثان لمقاومة الشعوب ضد الاحتلال نهاية ديسمبر كشفت الأمينة العامة لحزب العمال، السيد لويزة حنون، عن تنظيم المؤتمر الثاني لمقاومة الشعوب ضد التدخلات الأجنبية بالتنسيق مع المركزية النقابية (الاتحاد العام للعمال الجزائريين)، مع نهاية شهر ديسمبر القادم، مشيرة إلى نجاح المؤتمر الأول الذي افتتحت أشغاله أول أمس الجمعة بمشاركة وفود نقابية من عدة دول أوروبية. وأكدت السيدة حنون في ندوة صحفية نشطتها أمس عقب اختتام أشغال اليوم الثاني والأخير من المؤتمر الدولي الأول المنظم بمناسبة الذكرى ال23 لتأسيس الحزب تحت شعار "دفاعا عن تكامل وسيادة الأمة الجزائرية وضد كل تدخل أجنبي"، أن الطبعة الثانية لهذا المؤتمر المقررة شهر ديسمبر 2013 ستشهد مشاركة قوية لنقابيين وسياسيين وعمال وطلبة وشباب من شتى الدول المناهضة للإمبريالية العالمية، للتنديد بمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول ونهب خيراتها باسم التحرر. وأوضحت حنون في هذا الإطار، أن الطبعة الأولى لهذا الحدث الدولي الهام حققت نجاحا كبيرا لاسيما من ناحية تجاوب المشاركين مع المواضيع الحساسة المقترحة للنقاش، إلى جانب الحضور المتميز ل3 آلاف مناضل ونقابي من فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية ومالي، إضافة إلى باكستان وتركيا وهايتي. وبدورهم، أكد ممثلون نقابيون من عدة دول أجنبية في تدخل لهم على ضرروة اليقظة والحذر من مخططات التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول العربية والافريقية الرامية إلى تفكيك الوحدة الترابية لهذه الدول ونهب خيراتها باسم إرساء تعاليم السلم والأمن والديمقراطية، مشدّدين على أهمية بحث الحلول السلمية بين المعنيين لحل الأزمات السياسية والأمنية. وقالت ممثلة التحالف النقابي الأمريكي ضد الحروب، السيدة كلوريا لافايت كلارك، أن الحملة الشرسة للتدخل الأجنبي في شؤون الدول أضحت اليوم تشكل خطرا مستديما على مستقبل الشعوب المستضعفة وهاجسا مقلقا لمستقبل خيراتها وثرواتها، مذكرة أن حركتها تندّد بشدة بالحروب المفتعلة في الدول الفقيرة والمستضعفة (دول آسيا وإفريقيا) وتدعو لصون أمن وسلامة شعوب هذه الدول التي لها كل الحق في العيش الكريم في كنف السلم والأمن الدوليين. كما حذّر ممثل اللجنة العمالية الاسبانية، السيد لويس قونزاليس سنس، من ارتفاع حدة محاولات التدخل الأجنبي لاسيما مع قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية برفع عدد قواتها (المارينز) بالقاعدة العسكرية المشتركة الاسبانية-الأمريكية بسيفيا، مؤكدا أن هذا الاجراء الخطير يدل على إمكانية هجوم القوات الأمريكية على شعوب منطقة شمال افريقا في أي لحظة وتحت أي ذريعة تراها مناسبة. وقال إن الشعب الاسباني يبقى ضد أي محاولة للتدخل الأجنبي وضد المساس بحرية وسيادة أي دولة كانت عبر العالم. وبدورها، أكدت رئيسة المركزية النقابية لجمهورية باكستان، السيدة روينة جميل، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الكبرى الأخرى تسعى لنقل الحروب إلى القارات بحجة حماية حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية وهو ما يتم انتهاكه بشكل يومي من قبل هذه الدول في حقيقة الأمر –على حد تعبيرها- لاسيما منذ تاريخ أحداث 11 سبتمبر 2001 كما أضافت. ومن الجانب الفرنسي، ندد ممثل حزب العمال المستقل الفرنسي، السيد قوتي لوسيان، بالتدخل العسكري الذي حدث بشمال مالي، مؤكدا الوقوف الدائم إلى جانب الشعب المالي في الأزمة التي تعصف به.كما نوّه بتماسك الشعب الجزائري وعدم تركه الفرصة لاي تدخل أجنبي كان بحجة ما يسمى ب«الربيع العربي"، موضحا أن الجزائريين قد عرفوا حالات الاستعمار خاصة ما عاشوه من تعذيب وتقتيل منذ أكثر من 130 سنة من الاستعمار الفرنسي. واعتبر ممثل حزب التضامن الافريقي من أجل الديمقراطية والاستقلال، السيد كونري بيلا، من جمهورية مالي، أن التدخل الفرنسي في هذا البلد كان بحجة مكافحة الارهاب لكن تبيّن أنه في حقيقته موجه لنهب واستنزاف خيرات وثروات هذا البلد. وفي الأخير، ثمّن ممثل منظمة النقابات الافريقية (أوزا)، السيد ديالو عبد اللاي، الجهود الجبارة التي يبذلها حزب العمال والمركزية النقابية في سبيل دعم استقلال الشعوب الافريقية المستوحى من ثورة الفاتح نوفمبر 1954. موضحا أن الجزائر شعبا وحكومة وأحزابا ومنظمات نقابية لم تدّخر ولو للحطة أي جهد في دعم استقلال الشعوب المستضعفة والدول التي تئّن تحت وطأة الاستعمار. وتوج اختتام أشغال اليوم الثاني لهذا المؤتمر الذي افتتح أول أمس الجمعة، بالجزائر العاصمة، ببيان ختامي دعا فيه المشاركون إلى ضرورة المطالبة بالسحب الفوري للجيوش الاجنبية المتواجدة في إفريقيا وباقي المناطق الأخرى والكف عن احتلال الشعوب ونهب ثرواتها وتقسيم وحدتها الترابية. كما طالبوا بوجوب التمسك بالسيادة الوطنية والسلم لكافة الشعوب ووقف كافة المخططات المتعلقة بالمديونية الخارجية ومخططات التصحيح الهيكلي. وطالب المشاركون في هذا الإطار كذلك، بضرورة احترام الالتزام الثابت بالدفاع عن مقومات الشعب الجزائري وسلامة الوحدة الترابية والاقليمية للبلد بعيدا عن شبح التدخل الأجنبي، داعين إلى صون مختلف الثروات الظاهرية والباطنية وضمانها للأجيال القادمة.