”يموث ذاغريب” كان أول ألبومات الفنان القبائلي زداك مولود الذي صدر في 1983، حيث فتح له أبواب النجاح والتألق الذي وصل إليه اليوم. يتميز بنبرة صوت رائعة، اقتحم عالم الفن وعمره 23 سنة، وراح يخدمه بكل حب، وهو ما ساعده على كسب حب الجمهور أينما حل وأينما نظّم حفلا فنيا؛ حيث تكتظ القاعة بالمعجَبين وعشاق أغانيه، ويعتبره البعض مدرسة الجيل الصاعد من الفنانين. ولمعرفة أكثر التفاصيل عنه التقته ”المساء” وأجرت لكم هذا الحوار. زداك مولود غنيٌّ عن التعريف، هل يمكن أن تلخّص مسيرتك الفنية في كلمات لمحبيك من الشباب؟ زداك مولود من مواليد قرية آث خلفون سنة 1960، أحببتُ الفن منذ صغري، حيث كنتُ أكتب الشعر وبعدها الموسيقى والتلحين، ثم قمتُ بتسجيل أول ألبوم لي بفرنسا في سنة 1983، والذي يحمل عنوان ”يموث ذاغريب”، الذي يضم أغاني منها ”ويسن”،”أياذرار” وغيرها، وبعدها تلتها عدة إصدارات والتي بلغت 17 ألبوما، آخرها كان العام الماضي.
شاركتَ مؤخرا في حفل فني بدار الثقافة لتيزي وزو، وكانت القاعة مكتظَّة عن آخرها، ما سر هذا الحب الذي يكنُّه لك الجمهور الوفيُّ، الذي لا يفوّت أية فرصة لمشاهدتك؟ لقد وُجّهت لي دعوة لإحياء حفل فني بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو في إطار الاحتفال بالذكرى ال 33 للربيع الأمازيغي 1980، المصادف ل 20 أفريل، لكني لم أتمكن من الحضور والمشاركة، حيث كنتُ متواجدا بكندا لإحياء حفل فني، وبعد دخولي أرض الوطن لبَّيت الدعوة وأحييتُ الحفل، وقد كان الحضور كبيرا. وأنا أشكر الجمهور لوفائه لي وإقباله على الحفلات التي أقدّمها.
هل هناك فرق بين جمهورك داخل الوطن وخارجه؟ في الحقيقة لا يوجد خلاف؛ فسواءً كان الحفل هنا أو خارج الوطن فالجمهور والحماس نفسه؛ تكتظّ القاعة دائما بالجمهور، والتجاوب مميَّز ورائع هنا أو في مكان آخر، فهو نفسه الذي أعرفه منذ زمن طويل، الذي يحب أغاني زداك.
هل يحضّر زداك مولود لجديدٍ فنيٍّ؟ لا، لا يوجد جديد، فلقد صدر لي مؤخرا ألبوم ولقي نجاحا ورواجا كبيرين.
زداك مولود من أقدم الفنانين، كيف ترى واقع الأغنية القبائلية حاليا؟ لا يمكن الحديث عن الأغنية القبائلية في دقيقة أو اثنتين، فهي بحاجة إلى نقاش، لكن ما أودّ قوله إنها لاتزال تحافظ على مكانتها وعشاقها رغم التغيير الذي عرفته.
وما رأيك في المغنّين الجدد؟ أنا أرى أنه عند القيام بعمل ما يجب أن تحبه، وعندما تحبه يجب أن تتعب من أجل أن تقوم به كما ينبغي وبوجه ملائم له؛ ما ينتج عنه عمل جميل ورائع؛ لأن الجمال لا يأتي من العفوية؛ إذ لا بدّ أن تقوم بجهود وتتعب من أجل الوصول إلى الهدف.
كلمة أخيرة شكراً لكم على هذه الاستضافة، وتحياتي للجمهور الكبير الذي أقدّره كثيرا.